من يومين واحدة ست ماشية في الشارع شافت راجل مجذوب

سبحان مغير الأحوال، من حالٍ إلى حال. بعد أن انتشر الفيديو في كل مكان، أصبح الرجل حديث الناس ومادة للسخرية على مواقع التواصل. الكل كان يهاجمه دون أن يعرف الحقيقة، حتى الجهات المعنية سارعت إلى القبض عليه، استجابةً لحالة الغضب العام التي أشعلها المقطع. لم يدافع عنه أحد، فقد بدا المشهد للوهلة الأولى قاسيًا على القطط.
وبعد ساعات من التحقيقات، بدأت القصة الحقيقية تظهر. فقد تبيّن أن الرجل ليس مشردًا ولا عديم الرحمة كما ظنه البعض، بل كان يعمل في أحد الملاجئ التي تعتني بالحيوانات الضالة. كان معروفًا بين سكان الحي باسم “عم عبدو الحنون”، يقضي يومه في إطعام القطط والكلاب ويعالج الجرحى منها بما يملك من مالٍ بسيط.
أما عن سبب ربطه للقطتين، فكان قد أنقذهما من الموت قبل دقائق بعد أن كادتا تتعرضان لحادث. لم يجد وسيلة فورية لإيقافهما عن الركض نحو الشارع سوى أن يربطهما مؤقتًا حتى يأتيه صندوق النقل الذي يستخدمه عادة لنقل الحيوانات بأمان. لكنّ القدر لم يمهله الوقت، فمرت السيدة التي صورته دون أن تسأله عن السبب.
انتشر الفيديو بسرعة البرق، وتحولت الرحمة إلى تهمة، والنية الطيبة إلى جريمة. مواقع التواصل ملأت الدنيا صخبًا، والكل صار قاضيًا يوزّع الأحكام من خلف شاشة. هكذا صارت الحكاية مثالًا مؤلمًا على خطورة التسرّع بالحكم، وعلى ما يمكن أن تفعله لقطة واحدة مجتزأة من سياقها.
هل انتهت القصة عند هذا الحد؟
أم أن القدر كان يُخفي مفاجأة أكبر مما يتوقع الجميع؟ في الصفحة الثانية…
تعليقات