من يومين واحدة ست ماشية في الشارع شافت راجل مجذوب

من يومين واحدة ست ماشية في الشارع شافت راجل مجذوب

بعد انتشار الحقيقة، انقلبت القصة رأسًا على عقب. اكتشف الناس أن الرجل الذي سُجن ظلمًا هو نفسه الذي كان يُطعم القطط في الشوارع منذ سنوات دون مقابل. خرجت مقاطع وصور قديمة توثّق أعماله الخيرية، وتداولها الناس الذين عرفوه عن قرب، مؤكدين أن “عم عبدو” كان من أرحم القلوب التي عرفوها يومًا.

تحولت موجة الغضب إلى حملة دعم واسعة تطالب بإطلاق سراحه وردّ اعتباره. تعالت الأصوات في المنصات تطلب الاعتذار له، وبدأت القنوات الإخبارية تتحدث عن “الراجل الطيب الذي حُبس ظلمًا”. لم تمضِ أيام حتى صدر قرار بإخلاء سبيله، وعاد إلى بيته مرفوع الرأس، بينما تحوّلت قصته إلى درسٍ في الإنصاف والتعقّل.

أما السيدة التي صورته فقد اعتذرت علنًا، وأقرت أنها لم تكن تقصد الأذى، لكنها تعلّمت أن الصورة لا تحكي الحقيقة كاملة. لقد أظهرت هذه الحكاية أن النوايا لا تُقاس بالمشاهد السريعة، وأن العدل يحتاج إلى تروٍّ قبل أن نحكم على الآخرين.

وهكذا ختم “عم عبدو” قصته بابتسامة وقال جملته الشهيرة: “الرحمة عمرها ما كانت تهمة، لكن الناس أحيانًا بتنسى تشوف بعين القلب.” بقيت كلماته تتردّد على ألسنة كل من سمع قصته، لتذكّرهم بأن الظلم لا يأتي دائمًا من قسوة القانون، بل أحيانًا من سرعة الاتهام.