قصة من حوالي 8 سنين بنتي اختفت فجأة

مرت السنوات ببطء، لكن الوجع ظل كما هو، لم يهدأ يومًا. كنت أنظر إلى ابنتي الصغيرة الجديدة، فأراها ظلًا لأختها المفقودة. نفس العيون، نفس الابتسامة البريئة، حتى طريقتها في الضحك كانت تشبهها لدرجة تخيفني أحيانًا. حاولت أعيش حياة طبيعية، لكن كل لحظة سعادة كانت ممزوجة بشعور ذنبٍ قاتل، كأني بخون سارة بنفسي.
كبرت الصغيرة، وبدأت تتكلم وتمشي وتلعب، وكانت دايمًا تسألني عن أختها لما تشوف صورها القديمة معلقة على الحيط. كنت أرد عليها بابتسامة مصطنعة وأقول: “دي ملاكنا اللي في السما.” لكن جوايا كان في نار ما بتطفيش. كل ليلة كنت أقف عند الشباك وأدعي، يمكن ربنا يسمعني يوم وأعرف مصير بنتي الأولى.
وفي أحد الأيام، وكنت راجعة من المدرسة مع بنتي الصغيرة، شفت بنت واقفة عند إشارة المرور، شعرها البني الطويل ملموم بذات الطريقة اللي كنت أعملها لسارة وهي صغيرة. قلبي اتنفض، وقفت بسيارتي فجأة رغم الزحمة، وفضلت أتابعها بعيني. كان في حاجة جوايا بتقولي: “دي هي.” لكن قبل ما ألحق أنزل، اتحركت الإشارة واختفت وسط الناس.
رجعت البيت وأنا قلبي بيخبط بجنوني، حكيت لجوزي اللي حاول يهديني وقال: “يمكن شبهها.” لكن أنا كنت متأكدة، كانت سارة، نظراتها نفس النظرات، وخطواتها نفس الخطوات الصغيرة اللي عمري ما نسيتها. من اللحظة دي، بدأت أدوّر من جديد، كأني رجعت لنقطة الصفر، لكن المرة دي كنت واثقة إن في أمل حقيقي.
يا ترى فعلاً اللي شافتها كانت سارة؟
ولا كان قلب الأم بيخدعها من شدة الحنين؟ الإجابة في الصفحة الثانية…
تعليقات