قصة من حوالي 8 سنين بنتي اختفت فجأة
بدأت أروح الأماكن اللي شفتها فيها، أسأل الناس وأسلم صور قديمة ليها، لكن أغلبهم ما يعرفوش حاجة. لحد ما في يوم اتصل بيا راجل وقال إنه شاف بنت بنفس المواصفات بتشتغل في محل قريب من المنطقة دي. قلبي طار من مكانه، أخدت العنوان وجريت هناك أنا وجوزي.
وقفنا عند باب المحل، وقلبي كان بيخبط كأنه هيوقعني. دخلت بخطوات مترددة، ولما رفعت عيني شفتها واقفة قدامي. الزمن اتجمد. كانت نسخة طبق الأصل من سارة، لكن أكبر شوية، وعيونها فيها خوف. قربت منها وقلت بصوت مرتعش: “سارة؟”
نظرتلي باستغراب وقالت: “حضرتك مين؟”
دموعي نزلت غصب عني وقلت: “أنا ماما يا حبيبتي.”
الناس اتجمعت حوالينا، وهي كانت مرتبكة، لكن ملامحها بدأت تتغير كأنها بتحاول تتذكر. جوزي دخل ووقف جنبنا، ولما شافته اتجمدت مكانها وقالت بصوت مبحوح: “بابا؟”
انهارنا كلنا، حضنا بعض وبكينا سنين الغياب كلها في لحظة وحدة. بعدها عرفنا إنها اتخُطفت من قدام البيت واتنقلت بين بيوت كتير، لحد ما قدرت تهرب وتعيش وسط الناس باسم تاني.
النهارده رجعت سارة لبيتها، لكن الحياة مش زي الأول. كلنا اتغيرنا، اتعلمنا معنى النعمة، ومعنى الخسارة، والأهم إننا عرفنا إن المعجزات ممكن تحصل بعد ما نكون فقدنا الأمل تمامًا. سارة رجعت، والبيت رجع له النور اللي غاب سنين طويلة، وفضلنا نقول: “سبحان من يردّ الضال بعد التيه.”

تعليقات