هل اقترب سقوط الذهب

هل اقترب سقوط الذهب

يرى بعض المحللين أن الحديث عن “سقوط الذهب” فيه مبالغة، لأن هذا المعدن لا يُقاس فقط بسعره في السوق، بل بقيمته الرمزية والاقتصادية على المدى الطويل. فالذهب كان وسيبقى مخزونًا استراتيجيًا للأفراد والدول، خصوصًا في فترات الاضطراب الجيوسياسي أو ضعف العملات. وحتى لو تراجعت أسعاره مؤقتًا، فإنها سرعان ما تعود للارتفاع مع أول أزمة أو توتر عالمي.

كما أن العديد من الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا تواصل شراء الذهب بكميات ضخمة لتعزيز احتياطاتها، وهو ما يمنح السوق دعمًا مستمرًا يمنع انهياره الكامل. هذه الدول تدرك أن الذهب ليس مجرد سلعة، بل أداة سيادة اقتصادية تحفظ استقرارها في مواجهة التقلّبات العالمية.

من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل تأثير التضخم وأسعار الفائدة على مستقبل الذهب. فكلما هدأت معدلات التضخم، تراجع الطلب على الذهب، والعكس صحيح. لذلك فإن أي اضطراب جديد في الاقتصاد العالمي – سواء بسبب الحروب أو الكوارث أو الانكماش الاقتصادي – يمكن أن يعيد الذهب إلى مساره الصاعد بسرعة غير متوقعة.

وفي النهاية، يمكن القول إن الذهب قد يتعرض لهبوط نسبي في المدى القصير، لكنه لن “يسقط” بمعناه الحقيقي. فهو باقٍ ما بقيت الحاجة إلى الأمان المالي، وما دام الخوف من المجهول يحكم قرارات المستثمرين. فالذهب لا ينهار، بل ينام قليلًا… ثم يستيقظ من جديد ليذكّر العالم بأنه ملك المعادن بلا منازع.