أنا سمر، عندي ٢٨ سنة من يوم ما ماتت أمي

تاني يوم الصبح أخدت قرار إني أروح البيت القديم اللي كانت أمي كاتباه في الرسالة. هو بيت العيلة في البلد، محدش دخله من سنين طويلة. وصلت هناك بعد الظهر، الشمس كانت نازلة، والدنيا كلها ساكتة كأنها بتراقبني. الباب كان صدي، فتحته بالعافية، ودخلت، ريحة تراب ورطوبة ماليه المكان كله.
لفيت في الأوضة اللي كانت أمي بتحب تقعد فيها، ولاحظت إن الحيطة اللي ورا الدولاب فيها علامة غريبة، كأنها متكسّرة ومتسندة بلزق. حركت الدولاب ووراه لقيت باب صغير متقفل بمسامير، الباب ده عمره ما كان موجود وأنا صغيرة. جبت مفك من الشباك وبدأت أفك المسامير بإيدي وأنا قلبي بيخبط في صدري.
الباب فتح بعد مجهود، ومن وراه كان في سرداب ضيق بينزل تحت البيت. نزلت ومعايا كشاف الموبايل، كل ما أنزل درجة كنت حاسة بخوف بيكبر جوايا، بس فضولي أقوى من أي حاجة. وصلت آخر السرداب، ولقيت صندوق حديد قديم مكتوب عليه نفس الاسم اللي كان على ظرف أمي “سمر”.
ركعت على الأرض وفتحت الصندوق بالعافية، ولقيت جواه أوراق وعقود ملكية ودفاتر صغيرة. بدأت أقرأ أول ورقة، وكانت صدمة، أمي كانت شريكة في مشروع كبير مع أبويا، لكن باسم واحد تاني، وكان في إيصالات تثبت إن كل حاجة اتسحبت باسم الراجل ده بعد وفاتها.
وقتها فهمت إن اللي حصل مش صدفة، وإن اللي في القبر ده هو طرف من الحكاية كلها. وأنه الحقيقة في الصفحة الثالثة…
تعليقات