أنا سمر، عندي ٢٨ سنة من يوم ما ماتت أمي

أنا سمر، عندي ٢٨ سنة من يوم ما ماتت أمي

رجعت على الشيخ بالأوراق، قعد يقرأ فيهم بعناية وقاللي: “واضح إن أمك كانت شاهدة على سر خطير، واللي دفن معاها الجمجمة دي كان شريك في الجريمة، وأبوك خاف السر يطلع، فدفن الدليل معاها.” حسّيت بدوار، كل حاجة حواليا كانت بتنهار، أبويا اللي ربيّاني وأمي اللي ماتت مظلومة، إزاي الدنيا تتشقلب كده؟

روحت لأبويا في نفس الليلة، واجهته بكل اللي عرفته، وشه اتبدّل، بقى أبيض زي الطباشير، وقاللي بصوت مكسور: “أنا كنت مجبور يا سمر، لو ما عملتش كده كانوا هيقتلونا كلنا.” حاولت أستوعب كلامه، بس جوايا نار ماطفتش، أمي ماتت وهي مظلومة، وأنا لازم أرجّع حقها مهما كان الثمن.

تاني يوم بلغنا الشرطة، والنيابة أمرت بفتح القبر رسميًا، وفعلاً لقوا الجمجمة والسلسلة، واتثبت في التحقيق إن الجثة التانية تخص راجل مختفي من ٢٨ سنة كان شريك والدها في تجارة مشبوهة. ومع تحاليل الحمض النووي، كل الأسرار اتكشفت، وأبوها اتقبض عليه، واعترف بكل حاجة.

النهارده، بعد شهور طويلة، القبر بقى مفتوح والشمس بتدخل عليه لأول مرة، وريحة الهدوء رجعت للمكان. كل ما أروح أزور أمي بحس إن الهوا بقى أهدى، كأن روحها أخيرًا ارتاحت. يمكن الحكاية خلصت، بس الجرح اللي جوايا عمره ما هيتقفل، لأن أكتر حاجة بتوجع إن الغدر ييجي من أقرب الناس.