قصة اختي من ساعة ما اتجوزت وهي عايشه في حالة نكد

قصة اختي من ساعة ما اتجوزت وهي عايشه في حالة نكد

الصبح بدري، إبراهيم جالي بيجري وقال “صالح، إلحق، لقوا ست ميتة في المقبرة اللي رحناها امبارح”.
اتجمدت مكاني، حسيت بدوار، قلتله “صفها لي”، قال “غريبة الشكل، وشها شاحب وهدومها متبهدلة”.
عرفت إنها هي، الست اللي كانت جوه القبر، بس ما قلتش حاجة.
رحنا سوا، لقينا الشرطة هناك، بيقولوا إنها ماتت من ساعات، ومفيش أي أثر لعنف.

الشيخ خليل كان واقف وقال “اللي يلعب مع الحرام والسحر، السحر ياكله قبل ما يأذي غيره”.
الناس كلها بدأت تهمس وتتكلم، كل واحد بيقول رواية شكل.
واحد بيقول شاف نور بيخرج من القبر، وواحد بيقول سمع صريخ في الفجر.
أما أنا، فكنت ساكت، عارف الحقيقة كلها، بس مش قادر أنطق.

رجعت البيت وأنا تعبان، أول ما وصلت لقيت إبراهيم بيتصل يقول “أختي تعبانة وبتنزف”.
جرينا بيها على المستشفى، والدكتور طلع بعد ساعة وقال “مبروك، الحمل المرة دي ثبت كويس جدًا”.
إبراهيم وقع على ركبه من الفرحة وقال “الحمد لله”، وأنا دموعي نزلت من غير ما أحس.
في اللحظة دي فهمت… يمكن لما اتحرقت الأعمال، اتحرق معاها شر كان حابس الخير.

ومن اليوم دا، بقيت أقول لكل اللي يقابلني:
“السحر مش لعب، والظلم بيرجع، والحق مهما اتدفن… بيخرج من تحت التراب”.
ومن يومها ما قربتش من المقابر بعد المغرب، بس كل ما أعدي من جنبها…
أسمع همس خفيف بيقول: “سامحيني”.