إمرأة بيضاء تجلس بجانب رجل أسود بالطائرة

إمرأة بيضاء تجلس بجانب رجل أسود بالطائرة

وقالت المضيفة للرجل الأسود بصوت هادئ: “سيدي، أرجو أن تسمح لنا بنقل هذه السيدة إلى الدرجة الأولى لتكون مرتاحة.” الرجل ابتسم بهدوء وقال: “لا داعي لذلك، أنا لا أمانع الجلوس بجانبها، كل شيء تمام.” استغربت السيدة البيضاء من رد الرجل ودهشت لأن ردة فعله لم تكن كما توقعتها. شعرت بالحرج الشديد وبدأ قلبها يدق بسرعة وكأنها اكتشفت خطأها.

جلست السيدة لوهلة تفكر في الموقف، وبدأت تشعر بالارتباك. كانت تتمنى أن تقول شيئًا لكنها لم تجد كلمات مناسبة، بينما الرجل ظل مبتسمًا ومسترخيًا. المضيفة لاحظت توتر السيدة فاقتربت منها وقالت: “الهدوء مهم، هذه الرحلة طويلة، وكلنا هنا لنصل بأمان.” شعرت السيدة أن هذه الكلمات تلامس قلبها، وكأنها تحاول أن تجعلها تعيد النظر في أحكامها المسبقة.

الرجل الأسود بدأ يحكي بهدوء عن رحلاته وتجربته في السفر، وعن الأماكن التي زارها وعن الناس الذين التقاهم. السيدة بدأت تدريجيًا تشعر بالراحة تجاهه، وكأن كل كلمة يقولها تخفف من توترها. أدركت أن مظهره ليس مؤشراً على شخصيته، وأن كل الأحكام المسبقة التي كانت تراها صحيحة كانت خاطئة.

مع مرور الوقت، تحولت الرحلة من موقف محرج إلى نقاش ممتع بين الراكبين. تبادلا القصص عن الحياة والعمل والسفر، وبدأت السيدة تشعر بالامتنان للرجل وللمضيفة التي ساعدت في تهدئة الموقف. شعرت بأن هذا اللقاء سيترك أثرًا كبيرًا في حياتها، وأنه علمها درسًا عن الاحترام والتسامح وتقدير الآخرين بغض النظر عن اللون أو المظهر الخارجي.

ما حدث بعد ذلك قلب كل توقعاتها رأسًا على عقب، وأدى إلى موقف لم تكن تتخيله أبدًا.
رحلة قصيرة أصبحت تجربة تعلمتها من خلالها أكثر مما تعلمته في سنوات طويلة. في الصفحة الثانية..