بعد ان انفصلنا بسنة بسبب مشاكل بينها وبيني والدتي

مرت سنة كاملة منذ انفصالنا، سنة حاولت فيها أن أنسى، أن أستعيد نفسي بعيدًا عن الضوضاء والمشاكل التي كانت تملأ حياتي. كنت أظن أني تجاوزت كل شيء، حتى جاء ذلك الاتصال منها. صوتها كان هادئًا على غير عادته، قالت لي: “أنا عاملة عيد ميلاد بسيط، حابة تيجي؟” لم أجد سببًا للرفض، خصوصًا بعد أن أكدت أمي أنها ستكون فرصة طيبة لإنهاء أي خلافات قديمة.
وصلت إلى المكان، كان مزينًا بالورود والأنوار وكأنه حفل كبير. لم أفكر كثيرًا، قلت ربما أرادت أن تحتفل بشكل مختلف هذا العام. لكن حين دخلت القاعة، شعرت بشيء غريب. الوجوه مبتسمة، الموسيقى هادئة، والجميع ينظر نحوي وكأنهم ينتظرون ردة فعلي على أمر لا أعلمه بعد.
ثم رأيتها… كانت ترتدي فستانًا أنيقًا، وعلى وجهها ابتسامة خجولة لم أرها حتى في أيام زواجنا. اقتربت منها بخطوات مترددة، حتى لاحظت وجود شخص يقف إلى جوارها، يمسك يدها بثقة. نظرت إليه، تجمدت في مكاني، تجمد الزمن كله من حولي، كأن الهواء توقف عن المرور في صدري.
لم أكن أصدق ما أراه أمامي. كان خطيبها الجديد هو أعزّ أصدقائي، الشخص الذي شاركني أسراري وشهد على زواجي الأول، من يعرف كل ما مررت به بالتفصيل. وقفت مصدومًا، أحاول تبرير الموقف في رأسي دون جدوى، وكل من حولي يتظاهر بأن الأمور طبيعية.
كانت اللحظة أقسى من أي وداع… صدمة لا تحتمل، وخيانة لا تفسير لها في الصفحة الثانية…
تعليقات