بعد ان انفصلنا بسنة بسبب مشاكل بينها وبيني والدتي

بعد ان انفصلنا بسنة بسبب مشاكل بينها وبيني والدتي

لم أتكلم في البداية، فقط جلست في زاوية بعيدة أراقبهم بصمت. كل شيء أمامي بدا وكأنه فيلم بطيء، ضحكاتهم، تبادل النظرات بينهما، وحتى الموسيقى كانت تجرح أذني. تذكرت كلامها الأخير قبل أن تغادر بيتنا، حين قالت لي: “مشكلتي مش معك، مشكلتي إنك ما وقفتش معايا.” أدركت حينها أنها كانت محقة، لكن الوقت كان قد فات.

بعد الحفل بيومين، اتصل بي صديقي السابق. قال لي بهدوء: “ما كنتش عايز تتفاجأ كده، بس إحنا اتقابلنا بالصدفة، وحصل نصيب.” لم أجد ما أقوله. كنت بين نارين، بين خيانة صديق وذكريات امرأة كانت يومًا كل حياتي. أغلقت الهاتف وجلست طويلاً أمام نافذتي، أراقب صمت الليل وكأنني أسمع فيه صدى قلبي المكسور.

ربما كنت سببًا في ضياعها منذ البداية، ربما لو كنت أكثر حزمًا مع أمي وأقل انفعالًا معها لما انتهت القصة بهذا الشكل. أدركت أن العلاقة لا تهدمها المشاكل الكبيرة فقط، بل التفاصيل الصغيرة التي نستهين بها كل يوم حتى تصبح جدارًا بين قلبين.

واليوم، كلما تذكرت تلك الليلة، لا أشعر بالكراهية ولا بالغضب، فقط بالحسرة. لأن أكثر ما يؤلم في الخيانة ليس من خانك… بل من كنت تراه الأبعد عن أن يفعلها.