رجعت من السعودية مع زوجها بعد سنة من الزواج، كانت فرحتها لا توصف، فقد كانت تظن أن عودتها إلى بلدها ستكون بداية جديدة لحياة أجمل. استقرّا في بيت أهله، وهناك بدأت مرحلة مختلفة تمامًا عن كل ما تخيلته. حاولت أن تكون ابنة مطيعة وسيدة بيت هادئة، لكنها لاحظت منذ الأيام الأولى سلوكًا غريبًا من عائلة زوجها. كانوا يسخرون منها بشكل غير مباشر، يتهامسون خلفها، والسبب أنهم اعتبروا أن أهلها “قللوا من شأنهم” لأنهم لم يطلبوا مهرًا يوم قراءة الفاتحة.
بدأت تحاول كسب ودّهم رغم ما تسمعه من تعليقات مؤلمة. كانت تقول في نفسها: “يكفيني رضا زوجي، وسيتغير كل شيء مع الوقت.” لكن زوجها لم يكن كما تمنت، فقد كان يصدق كلام أمه وأخواته دائمًا، ويقف ضدها بدلًا من أن يدافع عنها. شعرت بالعزلة تتسلل إلى قلبها شيئًا فشيئًا، وأصبحت تعيش في بيت لا تجد فيه راحة ولا أمان.
مرت الشهور وهي تبتلع الظلم بصمت، تخفي دموعها وتبتسم لتكمل يومها. كانت تخاف أن تنهار حياتها الزوجية بسبب خلافات مع أهل زوجها، لذلك صمتت أكثر مما يجب، وتحمّلت ما لا يُحتمل. لم تكن تدري أن وراء كل هذه القسوة سرًا خبيثًا أكبر من مجرد كره أو غيرة عائلية.
وفي صباح يوم غائم، استيقظ الجميع ولم يجدوها في المنزل. لم تترك أثرًا، لا رسالة، لا حقيبة مفقودة، لا هاتف مفتوح. كأن الأرض انشقت وابتلعتها. سادت الفوضى في البيت، وكل شخص يروي رواية مختلفة عن اختفائها والمفاجأة كانت في الصفحة الثانية…
تعليقات