زوج وزوجة عاشا معًا 13 سنة كان يعطيها مصروف البيت يوميًا

زوج وزوجة عاشا معًا 13 سنة كان يعطيها مصروف البيت يوميًا

في الصباح، بينما كانت في السوق، دخل غرفتها ليبحث عن ورقة تخصّه. فتح أحد الأدراج فوجد دفترًا صغيرًا مهترئًا بخط يدها، كان دفتر ملاحظات مكتوب فيه تاريخ كل يوم من مصروف البيت وما تدّخره منه. قلب الصفحات ببطء حتى وصل إلى آخر صفحة، فقرأ جملة جعلته ينهار تمامًا: “سأجمع حتى أنقذه يوم يحتاجني كما احتاجت إليه يومًا.”

جلس على الكرسي وأجهش بالبكاء، شعر أنه لم يكن يعرف معنى الزوجة حتى الآن. وحين عادت إلى البيت، احتضنها بقوة وقال بصوتٍ مبحوح: أنتِ معجزتي التي لم أقدّرها يومًا. ابتسمت بخجل وقالت: البيت لا يُبنى بالمال فقط يا زوجي، بل بالصبر والنية الطيبة. كانت كلماتها كدواء يشفى القلب قبل الجسد.

منذ ذلك اليوم تغيّر كل شيء بينهما، أصبح البيت أكثر دفئًا، والحب أكثر عمقًا. لم يعد يلومها على شيء، بل صار يساعدها في إعداد الطعام بنفسه، وكل لقمة باتت تحمل امتنانًا، وكل نظرةٍ دعاءً صامتًا. صارت حياتهما أكثر بساطة، لكن أغنى بكثير مما كانت عليه.

أما دفترها الصغير، فقد وضعه في صندوق خشبي بجانب سريره كتذكارٍ من دروس الحياة. كلما شعر بالضيق، فتحه ليقرأ آخر جملة كتبتها، فيتذكر أن الحب لا يُقاس بما يُقال، بل بما يُفعل بصمت. لأنها لم تكن فقط من أنقذت جسده من الشلل، بل أنقذت قلبه من القسوة، ومنحته عمرًا جديدًا اسمه “الامتنان”.