مدينة أوروبية تبحث عن مواطنين مقابل 8 ملايين جنيه

مدينة أوروبية تبحث عن مواطنين مقابل 8 ملايين جنيه

الشروط التي وضعتها المدينة الأوروبية كانت صارمة لكنها منطقية، فهي تبحث عن أشخاص حقيقيين يرغبون ببناء حياة جديدة، وليس فقط عن من يسعى وراء المال. من أبرز هذه الشروط أن يكون المتقدم قادرًا على إدارة مشروع صغير داخل المدينة أو أن يعمل في أحد القطاعات التي تعاني من نقص العمالة مثل الزراعة، التعليم أو السياحة. كما يجب أن يثبت أنه جاد في الإقامة لمدة طويلة وأنه لن يغادر بعد استلام الدعم المالي.

أما من الناحية العملية، فقد أعلنت السلطات أن الأموال لن تُدفع دفعة واحدة، بل على مراحل تمتد لسنوات، لضمان التزام المقيمين الجدد بالبقاء والمشاركة في إنعاش الاقتصاد المحلي. وخصصت الحكومة أيضًا برامج تدريب ومساعدات لتسهيل اندماج الوافدين الجدد في المجتمع، بما في ذلك تعليم اللغة المحلية وتوفير الدعم السكني لمن لديه عائلة. كل ذلك جعل المبادرة تبدو وكأنها مشروع وطني لإنقاذ مدينة من الانقراض السكاني.

الخبراء الاقتصاديون رأوا أن هذه الخطوة قد تكون نموذجًا جديدًا لحل مشكلات المدن الريفية في أوروبا التي تعاني من التراجع السكاني. فبدلًا من تركها تواجه مصيرها، قررت السلطات أن تستثمر في جذب الناس، الأمر الذي قد ينعش التجارة ويخلق فرص عمل جديدة. بعض الدول المجاورة بدأت بالفعل في دراسة تطبيق الفكرة نفسها بعد النجاح الأولي الذي حققته هذه المدينة خلال الأشهر الأولى من المبادرة.

أما من الناحية الإنسانية، فقد وصفت التجربة بأنها من أكثر المبادرات تفاؤلًا في أوروبا، لأنها تعطي الأمل لآلاف الأشخاص الباحثين عن بداية جديدة في مكان هادئ وآمن. وبينما يتزايد الإقبال على التسجيل، تستعد المدينة لاستقبال أول دفعة من المقيمين الجدد خلال الأشهر المقبلة. ومع نجاح المشروع، قد تتحول هذه المدينة الصغيرة إلى قصة ملهمة لكل من فقد الأمل في إيجاد فرصة لحياة أفضل.