دار الإفتاء: فضفضت الزوجة مع أمها حرام إذا كانت للذم

دار الإفتاء: فضفضت الزوجة مع أمها حرام إذا كانت للذم

أخصائيو النفس أكدوا أن الفضفضة بحد ذاتها حاجة إنسانية طبيعية، خاصة للنساء اللواتي يجدن في الكلام وسيلة للتفريغ العاطفي. لكن المشكلة تكمن في “لمن” تبوح الزوجة بما في داخلها، فاختيار الشخص الخطأ يمكن أن يحوّل الفضفضة إلى وقودٍ للنزاع. فحين تُحمِّل الأم مشاعر ابنتها على زوجها، قد تُصدر أحكامًا متسرعة تزيد الخلاف بدل أن تُخففه.

ويرى علماء الاجتماع أن سرّ نجاح العلاقات الزوجية يكمن في إدارة الخلاف داخل إطار البيت، بعيدًا عن تدخلات الأقارب. فالمصارحة المباشرة مع الشريك تفتح باب التفاهم، بينما الحديث السلبي عنه أمام الآخرين يُضعف صورته في قلب زوجته ويقلل من احترامه لنفسه. لذلك من الأفضل أن تُعبّر الزوجة عن ضيقها بطريقة بنّاءة، كأن تكتب ما يزعجها أو تتحدث إلى مستشار مختص.

من جانبها، دعت دار الإفتاء إلى نشر ثقافة “الستر الأسري”، موضحة أن الدين لا يمنع الزوجة من طلب المشورة أو الدعم النفسي، لكنه يرفض أن يكون ذلك على حساب سمعة زوجها أو استقرار بيتها. فالنية في هذه الحالة هي ما تُحدد الحكم الشرعي، فإن كانت الفضفضة بنية الإصلاح فهي جائزة، وإن كانت بقصد الذمّ أو التشهير فهي محرّمة.

وفي الختام، اتفقت الآراء الدينية والاجتماعية على أن الكلمة قد تُصلح أو تُفسد بيتًا بأكمله، وأن الصمت أحيانًا يكون أبلغ من الشكوى. لذلك، على الزوجين أن يجعلا من الحوار جسرًا دائمًا بينهما، لا جدارًا يفصل أحدهما عن الآخر، حتى تبقى البيوت عامرة بالمحبة والرحمة كما أرادها الله.