قصة هحكيلكم موقف وربنا يحاسبني على كل كلمه

وفجأة، شعرت بشيء يلمس قدميها وكأن رسالة من السماء، نظرت حولها ولم تجد أحدًا، فقط طريق الجامع المضيء بنور الفجر. ابتسمت لنفسها وقالت: “ربنا يحاسبني على كل خطوة”، وأحست براحة غريبة في قلبها رغم كل ما مرّت به الأيام. كان شعور الامتنان والسكينة يغمر روحها، وكأن كل التعب والهم بدأ يتلاشى لحظة بلحظة.
عادت إلى بيتها بعد الصلاة وهي تفكر في أخوها المصاب، وفي كيف استطاعت الصبر وتحمل المسؤولية عن الأسرة. كل لحظة شعرت فيها بالضغط كانت تعلمها درسًا عن التضحية والصبر، وعن أن الحياة أحيانًا تختبرنا لنرى قوتنا الحقيقية. نظرت إلى الجيب الفارغ وابتسمت، فقد تعلمت أن القليل أحيانًا يمكن أن يكون سببًا للفرج الكبير.
في اليوم التالي، استيقظت مبكرة لتجهيز أخوها ومساعدته في أموره اليومية، فقد أصبح يعتمد عليها أكثر من أي وقت مضى. أحست بواجب جديد ومسؤولية ثقيلة، لكنها شعرت أيضًا بقوة غير متوقعة تنبع من داخلها. كل خطوة كانت تذكرها بالطفل الذي أعطته قطعة المولتو وكيف يمكن لأفعال بسيطة أن تحمل أثرًا كبيرًا في حياة الآخرين.
ورغم كل التعب والضغط النفسي، قررت أن تواجه حماها وخطيبها بما حدث بكل وضوح وصراحة، فهي لم تعد قادرة على الكتمان. كان قلبها يخفق بشدة وهي تفكر في ردود الأفعال، لكنها أدركت أن الصدق والشجاعة هما الطريق الوحيد للحفاظ على احترامها لنفسها ولأسرتها. شعرت بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأن الحياة تبدأ من جديد بعد الصعوبات.
لكن ما لم تعرفه بعد، أن الأيام القادمة ستشهد مفاجأة كبيرة ستغير مجرى حياتها وحياة أخيها إلى الأبد… في الصفحة الثانية
تعليقات