قصة بعد ٢٠ سنه جواز اكتشفت اني عقيم

قصة بعد ٢٠ سنه جواز اكتشفت اني عقيم

بعد أن روى محمود لوالدته تفاصيل ما حدث، جلست تحدق في وجهه طويلاً ثم قالت له بصوت خافت: يا ابني، مراتك دي مش طبيعية، خلي بالك منها، في حاجات مش مريحة من ناحيتها.
محمود شعر أن كلام أمه فيه مبالغة، لكنه رغم ذلك بدأ يراقب تصرفات زوجته أكثر من ذي قبل، ولاحظ أنها أصبحت تخرج كثيراً دون أن تشرح الأسباب بشكل مقنع.

في إحدى الليالي، عاد من عمله مبكراً على غير العادة، فوجد زوجته تتحدث في الهاتف بصوت منخفض، وما إن شعرت بوجوده حتى أغلقت الخط بسرعة وادعت أنها كانت تتحدث مع إحدى قريباتها.
مرّت الأيام، وتكررت المواقف الغريبة، حتى بدأت الشكوك تتسرب إلى قلبه شيئاً فشيئاً، لكنه حاول أن يقنع نفسه أن الغيرة تسيطر عليه، وأنه لا يجب أن يظلم أم بناته دون دليل واضح.

مرت السنوات، وكبرت الطفلتان وأصبحتا في عمر الزهور، بينما بقي محمود يشعر بشيء ناقص في داخله لا يعرف له تفسيراً، حتى جاء اليوم الذي قلب حياته رأساً على عقب.
كان في زيارة دورية لطبيبه الخاص بعد شعوره بإرهاق مستمر، وهناك طلب الطبيب إجراء فحوصات شاملة، لم يتوقع محمود أبداً أن تكون نتائجها البداية لحقيقة مؤلمة ستدمر كل ما بناه.

في اليوم التالي، استدعاه الطبيب إلى العيادة وقال له بهدوء: “التحاليل أظهرت أنك لا يمكنك الإنجاب إطلاقاً، وهذه الحالة معك منذ الولادة”.
ساد الصمت، وشعر محمود أن الأرض تميد تحت قدميه، لم يصدق ما يسمعه، وكل ما دار في ذهنه هو صور ابنتيه ووجه زوجته التي عاش معها عشرين عاماً.

عاد إلى بيته بخطوات ثقيلة وعيناه تملؤهما الدموع، لم يعرف كيف يواجهها ولا كيف يسأل، فالأسئلة كانت كالخناجر تمزق صدره دون رحمة.
جلس على أريكته في الصالة، ينظر إلى صورهما المعلقة على الجدران، وهو يتمتم في نفسه: “يعقل يكون اللي ربيتهم مش أولادي؟ يعقل تكون خيانتك بهذا الشكل؟”

وبينما كانت ناهد تحضر العشاء كعادتها، دخل عليها وقال بصوت هادئ يخفي وراءه عاصفة: “ناهد، لازم نتكلم بموضوع مهم… موضوع حياتنا كلها”.
رفعت رأسها وهي تبتسم قائلة: “خير يا محمود، مالك وشك متغير كده؟”، فاقترب منها وقال: “الطبيب قال إني ما بخلفش من يوم ما اتولدت”.

يتبع في الصفحة الثانية… هل ستعترف ناهد بالحقيقة؟
أم ستبدأ سلسلة جديدة من الأكاذيب والإنكار؟