قصة بعد ٢٠ سنه جواز اكتشفت اني عقيم

قصة بعد ٢٠ سنه جواز اكتشفت اني عقيم

تجمدت ناهد في مكانها، سقط الملعقة من يدها، ولم تنطق بحرف واحد، بينما كان محمود يراقبها بنظرة تجمع بين الحزن والغضب والخذلان.
قالت بصوت متقطع: “أكيد في غلط بالتحاليل يا محمود، يمكن الطبيب أخطأ”، فرد عليها بصرامة: “عملت التحاليل في ثلاثة أماكن مختلفة، والنتيجة واحدة”.

أغمضت عينيها للحظة طويلة، ثم جلست على الكرسي وكأنها فقدت القدرة على الوقوف، وبعد صمت ثقيل قالت: “كنت خايفة اليوم ده ييجي، بس ما كنتش متخيلة هييجي فعلاً”.
اقترب منها وسألها بصوت مبحوح: “يعني البنات دول مش بناتي؟”، نزلت دموعها بصمت، وكانت الإجابة واضحة دون أن تنطق.

صرخ محمود وهو يضرب بيده على الطاولة: “ليه يا ناهد؟ ليه خنتي الثقة والحب والعشرة؟ ليه ما قلتيليش من الأول؟”، نظرت إليه برجاء وقالت: “كنت خايفة منك، من الناس، من كل شيء”.
تابعت وهي تبكي: “كنت عايزة أحافظ على بيتنا، كنت بحبك والله العظيم، لكن بعد ما عرفت إنك عقيم، اسماء صاحبتك هي اللي أقنعتني أعمل كده”.

تجمد محمود من هول ما سمع، لم يصدق أن الصديقة التي كان يكره وجودها في البيت هي السبب في انهيار حياته، وأن الخيانة كانت أقرب مما تخيل.
جلس على الأرض ممسكاً رأسه، لا يعرف إن كان عليه أن يبكي أم يصرخ، فالدمار كان أكبر من قدرته على الاحتمال.

مرّت لحظات صمت طويلة، قبل أن تقول ناهد بصوت خافت: “سامحني يا محمود، كنت أضعف من المواجهة”، لكنه نهض دون أن يجيبها وتوجه نحو الباب.
وقف عند عتبة البيت وقال بصوت مكسور: “سامحك ربك، أما أنا، فمش قادر حتى أبص في وشك”، ثم خرج تاركاً خلفه بيتاً تحوّل إلى رماد.

ومنذ تلك الليلة، اختفى محمود عن الأنظار، لا أحد يعرف أين ذهب، ولا أحد سمع صوته بعد ذلك، بينما بقيت ناهد وحيدة، تواجه عذاب ضمير لا ينتهي.
وانتهت القصة التي بدأت بخيانة، وانتهت بصمت رجل كان كل ذنبه أنه أحب بصدق.