لم تكن تتخيل أن غيرة عابرة قد تتحول إلى زلزال يقلب حياتها رأسًا على عقب. في تلك الليلة الهادئة، كانت السكون يلفّ أركان البيت الصغير، لكن قلبها لم يعرف للهدوء طريقًا. جلست تتأمل وجه زوجها النائم، فيما صراع داخلي يمزقها بين الحب والشك، بين العاطفة والجنون.
في ثوانٍ معدودة، اجتاحت عقلها صور لم تكن حقيقية، لكنها بدت واقعية حدّ الوجع. حلمه العابر صار في نظرها خيانةً صامتة، وصمته أثار بداخلها ضجيجًا لا يُحتمل. كانت تشعر أن الحلم نفسه يهينها، كأنه إعلان عن امرأة أخرى تسكن لا وعيه، بينما هي تراقب من زاوية القلب المكسور.
تسارعت أنفاسها، وتحوّل الليل إلى مسرح من الأسئلة التي لا تجد جوابًا. كيف يمكن أن ينام بسلام بينما روحها تشتعل؟ كيف يمكن لحلمٍ أن يوقظ كل هذا الغضب؟ تلك الغيرة العمياء كانت كافية لتبدّل ملامحها، لتغدو شخصًا لا يشبه نفسها.
وفي لحظة واحدة، خطرت ببالها فكرة مجنونة، لم تدرك حينها أنها ستغيّر حياتها إلى الأبد. لم تكن تفكر بعقل، بل كانت تندفع بدافع الألم، تساق نحو الهاوية دون أن تدري… تابع في الصفحة الثانية…
تعليقات