الذي يضع نظارات شمسية فوق رأسه هو الدكتور ضياء كمال الدين
الوجوه في الخارج تجمعت بذهول. البعض بدأ يدرك أن ما يحدث أمامهم ليس مشهدًا عابرًا، بل درسًا في الوفاء الإنساني. الطبيب، الذي جاء من لندن ليُكرّم كقامة طبية عالمية، قرر أن يمنح التكريم الحقيقي لمن كان سببًا في بدايته، لمن دعمه بصمت عندما لم يكن يملك شيئًا.
الرجل العجوز لم يصدق ما يسمع، تراجع خطوة والدموع تملأ عينيه. تذكّر ذاك الصبي النحيل الذي كان يشتري الجرائد كل صباح لا لقراءتها بل لبيعها ومساعدة أسرته. لم يكن يعلم أن ذاك الصبي سيعود يومًا ليضع بيده وسام الإبداع على صدره هو.
الشارع كله توقف. نزل الطبيب على ركبتيه أمام أستاذه الأول، وعلّق الوسام على كتف الرجل العجوز وسط صمت مهيب. التصفيق الذي دوّى من خلفهم لم يكن من جمهور القاعة، بل من الناس الذين شهدوا لحظة تلامس فيها التواضع بالعظمة.
ذلك اليوم لم يُسجّل في سجلات وزارة الصحة، بل في ذاكرة كل من سمع القصة. قصة تقول إن العظمة لا تُقاس بعدد الجوائز، بل بالقدرة على الانحناء احترامًا لمن صنعوا بداياتنا.

تعليقات