معنى الوصيد في سورة الكهف

معنى الوصيد في سورة الكهف

حين نقرأ سورة الكهف بتدبر، نتوقف أمام مشهد أصحاب الكهف بكل ما يحمله من رهبة وسكينة. في هذا المشهد ترد كلمة “الوصيد”، في قوله تعالى: “وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ”، كلمة تحمل في ظاهرها بساطة، لكنها تخفي وراءها عمقًا لغويًا ودلاليًا يفيض بالعبرة.

الوصيد في اللغة هو فناء الكهف أو بابه الواسع، أي المكان المفتوح الذي يلي الداخل مباشرة. وكأن الصورة القرآنية تُظهر لنا الكلب وقد اتخذ موضعًا حارسًا على باب المأوى، رمزًا للوفاء واليقظة. هذا الموضع ليس داخل الكهف، ولا خارجه تمامًا، بل عند الحدّ الفاصل بين الأمان والعالم المجهول.

اختيار هذا اللفظ تحديدًا ليس صدفة، فالكلمة تحمل دلالة على الحماية والمراقبة الصامتة. المكان الذي وقف فيه الكلب لم يكن مجرد موضع جسدي، بل رمز لموقفٍ معنوي — بين الحضور والغياب، بين الخدمة والصداقة، بين الحراسة والسكينة.

وقد أجمع المفسرون على أن هذا المشهد من أبلغ ما صوّر القرآن من تفاصيل، لأنه يجمع بين المعنى اللغوي والرمز الإيماني في آنٍ واحد. فـ”الوصيد” هو ذلك الحدّ الذي يرمز إلى الطمأنينة، إلى حدود الأمن التي جعلها الله حول أوليائه.

لماذا اختار الله كلمة “الوصيد” دون غيرها؟
وما سرّ هذا التفصيل الدقيق في مشهدٍ يبدو بسيطًا؟ الإجابة في الصفحة الثانية…