انا احمد عندما وعيت على هذه الدنيا لم أجد حولى

انا احمد عندما وعيت على هذه الدنيا لم أجد حولى

اقتربت بخطوات مترددة من تحت الكوبري، والظلام يزداد كلما اقتربت. كنت أسمع صوت الأنين بوضوح، وكأنه قادم من بين الحجارة أو خلف الأعمدة القديمة. قلبي كان يدق بسرعة، لكن فضولي كان أقوى من خوفي. أمسكت بهاتفي ووجهت ضوءه نحو المكان، لأجد فتاة صغيرة ممددة على الأرض ترتجف من البرد والخوف.

اقتربت منها وسألتها بخوف: “إنتِ كويسة؟”، لكنها لم تجب. كانت شاحبة الوجه، وعيناها نصف مغمضتين. بدا عليها التعب والجوع. حملتها إلى المكتبة القديمة التي كانت مغلقة منذ الصباح، ووضعتها على المقعد الخشبي. أغلقت الباب وجلست أراقبها، لا أعرف من هي ولا ماذا حدث لها.

بعد دقائق فتحت الفتاة عينيها بصعوبة، وقالت بصوتٍ ضعيف: “كنت… بهرب من ناس عايزين يؤذوني.” كلماتها كانت متقطعة، لكنها كانت كافية لأشعر أني أمام قصة أكبر مما تبدو عليه. حاولت تهدئتها وأحضرت لها ماءً وقطعة خبز، لكنها كانت تنظر حولها بخوف وكأن أحدًا سيتبعها.

قررت أن أتركها ترتاح، وأغلقت الأنوار وجلست على الكرسي المقابل أراقبها بصمت. لم أكن أعلم أن تلك الليلة ستكون نقطة تحول في حياتي كلها، وأن الفتاة التي وجدتها صدفة تحت الكوبري ستقودني إلى طريقٍ لم أتخيله يوماً.

من تكون تلك الفتاة؟ ولماذا كانت تختبئ تحت الكوبري؟
وما السر الذي تخفيه عن أحمد والذي سيقلب حياته رأساً على عقب؟ الإجابة في الصفحة الثانية..