دكتورة منقبة عندنا في المستشفي صوتها حلو اوي

دكتورة منقبة عندنا في المستشفي صوتها حلو اوي

خرجت المرأة مسرعة من العمارة، والدموع تملأ عينيها، تاركة خلفها إحسان واقفة في مكانها، ممسكة بحقيبتها الممزقة لا تعرف إلى أين تذهب. نظر إليها إبراهيم للحظات صامتًا، وكأن شيئًا بداخله يتحرك لأول مرة منذ سنوات، لم يكن يتخيل أن القدر سيضع بين يديه طفلة من دم أبيه، لا تعرفه ولا يعرفها، لكن يجمع بينهما ماضٍ واحد من الفقد والوحدة.

اقترب منها ببطء وسألها بصوت هادئ، “اسمك إحسان صح؟” هزّت رأسها دون أن تنطق، فابتسم لها وقال، “تعالي يا صغيرة، ادخلي البيت”. تبعته بخطوات مترددة، تنظر حولها بخوف وفضول، كأنها تدخل عالماً غريباً عنها. جلسا في غرفة صغيرة كانت مليئة بالكتب والملفات الطبية، وبدأ إبراهيم يسألها عن عمرها ومدرستها وأمها، لكنها لم تجب إلا بكلمة أو اثنتين، ثم أطرقت رأسها في صمت طويل.

في تلك الليلة، جلس إبراهيم وحده يفكر في حال الطفلة، شعر بمسؤولية غريبة تثقل صدره، تذكّر أيام طفولته الصعبة حين كان هو الآخر يعيش وحيداً بعد وفاة أمه، وتساءل في نفسه: هل سيتركها تواجه نفس المصير؟ أم يحاول أن يعوضها عمّا فقدته؟ لكنه لم يكن يعلم أن دخولهما في حياة بعض لن يكون مجرد صدفة عابرة، بل بداية لسلسلة أحداث غامضة ستقلب حياته رأسًا على عقب.

في صباح اليوم التالي، استيقظ على صوت طرق خفيف على الباب، كانت إحسان تمسك بوردة ذابلة قطفتها من الشارع، وقالت له بخجل: “دي ليك يا دكتور إبراهيم، عشان خفت مبارح وإنت طمنتني”. ابتسم دون أن يرد، أخذ الوردة ووضعها في كوب ماء على مكتبه، دون أن يدري أن تلك الوردة ستكون الشاهد الوحيد على ليلة لم ينمها أحد في تلك العمارة.

لكن في الليلة التالية، حدث ما لم يكن في الحسبان…
صوت غريب خرج من غرفة إحسان بعد منتصف الليل، وصوت خطوات خفيفة تدور حول البيت.
  التفاصيل في الصفحة الثانية..