دكتورة منقبة عندنا في المستشفي صوتها حلو اوي
استيقظ إبراهيم مذعورًا، ظن في البداية أنه يحلم، لكن الصوت كان حقيقيًا، أنين خافت يأتي من الغرفة المجاورة. اقترب ببطء، فتح الباب فوجد إحسان جالسة على السرير تنظر في الفراغ، وجهها شاحب وعيناها متسعتان كأنها ترى شيئًا لا يراه هو. ناداها بخوف، لكنها لم ترد، فقط أشارت بإصبعها نحو زاوية الغرفة وقالت بصوت مرتجف: “هي هناك… بتبص علينا”.
تجمد إبراهيم في مكانه، لم يجد أحدًا، لكن الهواء كان باردًا بشكل غير طبيعي، ورائحة غريبة انتشرت في الغرفة. حاول تهدئتها وضمها إليه، لكنها كانت ترتجف بشدة وتتمتم بكلمات غير مفهومة. في الصباح، سألها عما حدث، لكنها أنكرت كل شيء وقالت إنها لا تتذكر شيئًا. ظن أنها مجرد كوابيس بسبب خوفها من أمها، لكن قلبه لم يصدق.
في اليوم الثالث، بدأ يلاحظ أشياء غريبة تحدث في البيت؛ الأبواب تُفتح وتُغلق وحدها، وأصوات خطوات تُسمع فوق السطح رغم أنه يعيش في آخر طابق، وفي إحدى الليالي، استيقظ ليجد الوردة التي أهداها إياه قد ذبلت تمامًا، وعلى الكوب آثار أصابع صغيرة مبللة بالماء. لم يدرِ كيف ولماذا، لكنه بدأ يشعر أن الطفلة جاءت ومعها سرّ ثقيل لا تعرف هي نفسها كنهه.
ومع مرور الأيام، ازداد تعلقه بها، وازداد خوفه منها في الوقت نفسه، خاصة بعد أن وجد في حقيبتها المدرسية ورقة قديمة مكتوب فيها بخط طفل: “بابا هييجي ياخدني قريب… بس متخافش يا إحسان”. عندها أدرك إبراهيم أن ما بدأ كواجب إنساني قد تحوّل إلى لغز مظلم سيقوده لاكتشاف أسرار عائلته التي ظن أنها دُفنت منذ زمن بعيد.

تعليقات