قصة مدرس سعـودي بجدة يقول وأنا في غرفة المدرسين

قصة مدرس سعـودي بجدة يقول وأنا في غرفة المدرسين

مددت يدي لأتفقد باقي محتويات الملف، فوجدت صورة قديمة باهتة له وهو يرتدي معطفًا أبيض في مختبر حديث، وبجواره مجموعة من العلماء الغربيين. تحت الصورة توقيع مكتوب بخط اليد: “مشروع الطاقة الحيوية – جامعة أكسفورد”. لم أصدق ما أراه! سألته بدهشة، فقال بهدوء: “نعم يا أستاذ، كنت أعمل مساعد باحث هناك قبل أن أفقد تمويلي وأضطر للعودة إلى بلدي”. جلست مذهولًا أن الرجل الذي يكنس أروقة المدرسة كان يومًا ما يعمل في مختبرات العالم الكبرى.

ومن يومها تغيّر كل شيء بيني وبينه، صرنا أصدقاء، أساعده في التقديم على وظائف تناسب علمه، وأدعوه أحيانًا ليلقي على الطلاب كلمات بسيطة عن الصبر والأمل. وفي نهاية العام الدراسي، وصلني اتصال من جامعة محلية كبرى تفيد بقبوله باحثًا مساعدًا في أحد مشاريعها، بترشيحي الشخصي. لم أتمالك نفسي من الفرح، شعرت أن الله كتب لي شرفًا بأن أكون سببًا في عودة هذا الرجل إلى مكانه الحقيقي.

وبعد أشهر، وصلني منه اتصال من مكتب العميد، يقول بصوته المليء بالعاطفة: “أستاذي… الشاي الذي أعطيتني إياه يومها لم يكن مجرد كرم… كان باب رزق فتحه الله لي”.