هذا جمل فكيف بقهر بشر
تبدأ القصة في صحراءٍ قاحلة حيث يعيش الراوي بين الجمال التي يعتني بها منذ سنوات طويلة، يراها كأصدقاء أكثر من كونها حيواناتٍ للركوب أو البيع. لكنه في يومٍ غاب فيه الصبر، أغضبه أحد الجمال بعد أن تمرّد ورفض الانصياع للأوامر. حاول تهدئته مرارًا، إلا أن الغضب تغلّب عليه، فانهال عليه ضربًا وإهانة حتى خرّ الجمل على الأرض من شدة الألم. لم يكتفِ بذلك، بل أمسك ببعض البعر وفركه في أنف الجمل إمعانًا في إذلاله.
مرّت الأيام التالية بسلامٍ ظاهري، والجمل أصبح مطيعًا على نحوٍ غريب. ينهض بهدوء، ويأكل بهدوء، حتى إن الرجل بدأ يظن أن الأمر انتهى. لكن داخله ظلّ يشعر بأن الحيوان لم ينسَ ما حدث، فعيون الجمال ليست كعيون البشر؛ تحمل في نظراتها شيئًا من الصمت الغاضب والانتظار الطويل للثأر.
وفي إحدى الليالي، كان الرجل جالسًا أمام منزله مع أصدقائه، يتجاذبون أطراف الحديث حين لمح أحدهم الجمل في مكانه البعيد، ينظر بثباتٍ غريب نحو صاحبه. قال له الرجل الخبير بالإبل: “يا صاحبي، جملك هذا الليلة تصرفاته غير طبيعية، يراقبك بعيونٍ فيها شرّ. خذ حذرك، فالإبل لا تنسى الإهانة.”
ضحك الرجل متظاهرًا بالطمأنينة، لكنه شعر بوخز الخوف في قلبه. دخل بيته وأخذ الحذر، ثم خطرت له فكرة ذكية…
فقرر أن يخدع الجمل بطريقة لم يتوقعها أحد التفاصيل في الصفحة الثانية

تعليقات