هذا جمل فكيف بقهر بشر

هذا جمل فكيف بقهر بشر

في تلك الليلة، بسط فراشه كعادته أمام المنزل، ووضع فوقه وسادة وغطاء، كأنه يستعد للنوم. لكن بدل أن يضطجع هو، دسّ المسند تحت الغطاء ليبدو وكأنه هو النائم، ثم تسلل إلى داخل البيت من غير أن يشعر الجمل. جلس خلف النافذة يراقب بصمت، وقلبه يخفق بشدة.

ومع منتصف الليل، تحرك الجمل ببطء نحو الفراش، خطواته ثقيلة وصوته خافت. اقترب شيئًا فشيئًا، وعيناه تبرقان تحت ضوء القمر، كأن فيهما نية انتقامٍ بارد. وفجأة رفع إحدى قوائمه وضرب الفراش بكل قوته، ليدمّره سحقًا بأسنانه ووزنه، ثم جلس فوقه مزمجرًا في مشهدٍ مرعبٍ لا يُصدق!

في تلك اللحظة، أيقن الرجل أن الجمل لم ينسَ ما حدث، وأن صبر الحيوان ليس ضعفًا، بل انتظارٌ للحظة المناسبة. حينها قال لنفسه: سبحان من جعل في الحيوان عقلًا وقلبًا يشعر بالظلم.

ومنذ تلك الحادثة، صار يردد دائمًا:
“هذا جمل، لا ينسى من ظلمه… فكيف بقهر بشر؟!” وهكذا أصبحت قصته عبرة لكل من يظن أن القوة في الإيذاء، فحتى الحيوان إذا جُرح كرامته، عاد لينتقم بصمته الموجع.