قصة زوجتي حـامل وأنا عقيم تزوجت من 18 سنة

قصة زوجتي حـامل وأنا عقيم تزوجت من 18 سنة

عاد إلى البيت مثقلًا بالهموم، وعيناه شاردتان لا تريان شيئًا سوى صورة زوجته. وجدها تبتسم كعادتها وتسأله إن كان متعبًا، فتمتم بكلمة “نعم” وجلس في الصالة صامتًا. اقترب منه أطفاله يضحكون ويحاولون اللعب معه، لكنه لم يتمكن من الابتسام، بل صرخ فيهم بعصبية لم يعهدها من نفسه. ارتبكت زوجته وسألته بخوف: “مالك يا فلان؟”، لكنه لم يجبها سوى بنظرة غريبة جعلتها تصمت وتنسحب. تلك الليلة كانت الأطول في حياته، لم يغمض له جفن، والكوابيس تلاحقه بأنه يقتل زوجته وأطفاله ثم نفسه.

مع أول ضوء للفجر، خرج من بيته هائمًا لا يعرف وجهته. وقف أمام المسجد يبكي بحرقة، ثم تذكّر صديقه القديم الذي كان دائمًا يقف إلى جانبه في كل أزمة. قرر أن يذهب إليه، علّه يجد عنده راحة أو نصيحة تخرجه من دوامة الجنون التي يعيشها. دخل عليه في مكتبه وهو شاحب الوجه، فنهض صديقه بسرعة وسأله بقلق: “مالك؟ وش فيك؟” جلس على الكرسي وحكى له كل شيء، من أول الفحوصات حتى الشكوك التي تمزقه.

ظل صديقه صامتًا طوال الوقت، وعيناه تهربان من النظر إليه. سأله بصوتٍ مرتجف: “ليش ساكت؟ تعرف شي؟ احكي!” تنهد صديقه طويلًا ومسح وجهه بكفيه ثم قال الجملة التي حطّمت آخر ما تبقى منه: “أنا آسف يا أخي… بس لازم تعرف، أنا كنت السبب في حملها الأول.” ارتفع صوت أنفاسه وكأن صدره سينفجر، وقف لا يشعر بالأرض من تحته، والدموع تسيل دون وعي.

خرج من المكتب وهو لا يعرف إلى أين يذهب. الشوارع تدور أمامه كضباب، وصدى الكلمات يتردد في رأسه كطعنة لا تنتهي. رفع عينيه إلى السماء وهمس بصوتٍ مبحوح: “يا رب، لا تتركني وحدي… فقدت كل شيء.” ثم مضى بخطواتٍ بطيئة، لا يعلم إن كان سيعود إلى بيته أم إلى نهايته.