قصة شيخ بيحكي وبيقول: كنت قاعد في المسجد

قصة شيخ بيحكي وبيقول: كنت قاعد في المسجد

كان الشيخ جالسًا في المسجد بعد صلاة العشاء، الجو هادئ إلا من أصوات التسبيح الخافتة بين المصلين. فجأة لمح رجلًا في الخمسينات يدخل بخطواتٍ مترددة ووجهٍ شاحبٍ كأن عليه آثار خوفٍ دفين.
كانت يداه ترتعشان وعيناه تتفقدان المكان وكأنه يبحث عن شيءٍ ضائعٍ منذ زمن بعيد.
جلس في أحد أركان المسجد ثم بدأ يصلي وهو يبكي بكاءً متقطعًا يقطع القلب.

اقترب منه الشيخ بهدوء، شعر بأن هناك ما يعذّب هذا الرجل من الداخل.
أنهى الرجل صلاته وجلس يلتقط أنفاسه بصوتٍ مسموع، ثم فتح المصحف بين يديه بارتباك.
كانت الدموع تنهمر على الصفحات، وكأنه يغسل ذنوبًا أثقلت صدره عبر السنين.
حين اقترب منه الشيخ أكثر، نظر إليه الرجل نظرة رجاءٍ وصمتٍ طويلٍ يسبق الاعتراف.

أمسك الرجل بالمصحف وفتحه على خواتيم سورة البقرة، وصوته يرتجف وهو يقول:
“يا شيخ… الآيات دي بتعمل إيه للإنسان؟!”، قالها بنبرة فيها خوف وأمل في آنٍ واحد.
نظر إليه الشيخ بتعجبٍ وهدوءٍ، ثم سأله: “ولماذا تسأل؟ هل حدث معك شيء؟”
تنهد الرجل تنهيدة طويلة وقال: “أنا شفت حاجة مستحيل أنساها، وحياتي كلها اتغيرت بسببها.”

مال الشيخ للأمام وأشار له أن يكمل حديثه، لكن الرجل ظلّ يردد الآيات في صمتٍ غريب.
كانت ملامحه بين الرجاء والندم، وكأنه ينتظر إذنًا ليُفرغ ما في صدره.
فقال له الشيخ: “احكي يا أخي، يمكن ربنا جعلني سببًا في راحتك.”
هز الرجل رأسه وقال بصوتٍ خافتٍ يرتجف: “اللي شُفْتُه في بيتي خلاني أؤمن إن الجن حق.”

وهنا بدأت القصة اللي خلت الشيخ نفسه يحس بالخوف لأول مرة في حياته…
اللي قاله الرجل بعدين كان كفيل يغيّر نظرة الشيخ للدعاء والرقية للأبد التفاصيل في الصفحة الثانية…