قصة شيخ بيحكي وبيقول: كنت قاعد في المسجد

قصة شيخ بيحكي وبيقول: كنت قاعد في المسجد

قال الرجل: “من سنة تقريبًا بدأت أسمع أصوات خطوات في بيتي بعد منتصف الليل.”
ظننت في البداية أنها أوهام أو تأثير التعب، لكن الأصوات كانت تقترب من غرفتي كل ليلة.
وفي أحد الأيام، استيقظت على صوت تلاوةٍ همسية بجانبي… من نفس المصحف اللي فوق الطاولة!”
التفت وما لقيت أحد، لكن الصفحات كانت بتتقلب لوحدها، والريح كانت ساكنة تمامًا.

يوم ورا يوم بدأت الأمور تسوء أكثر، كانت الأنوار تنطفئ فجأة، والأثاث يتحرك بدون سبب.
كنت بقرأ القرآن علشان أهدأ، لكن كل مرة أوصل فيها لخواتيم البقرة، أحس إن كل شيء يتوقف.
ريح باردة تمر من حولي، وصوتٌ خفي يقول لي: “كمّل… لا توقف.”
ومن وقتها وأنا مش قادر أنام، وكل ليلة أقرأ الآيات دي وأبكي، كأني بتطهّر من شيءٍ مش شايفه.

سكت الرجل لحظة ومسح دموعه وقال: “بس يا شيخ… اللي خلاني أجيلك الليلة إن الكوابيس رجعت.”
قال له الشيخ بهدوء: “ما دامت الآيات توقِف كل هذا، فاستمر عليها ولا تخف.”
ثم قرأ معه خواتيم البقرة بصوتٍ عالٍ فاهتزّ جسد الرجل وارتجف كأنه تحرر من قيدٍ خفي.
ابتسم الشيخ وقال له: “هذه الآيات لا تزيل الخوف فقط، بل تُخرج الظلمة من القلب قبل البيت.”

غادر الرجل المسجد بعد أن هدأ وجهه وعادت الطمأنينة إلى ملامحه للمرة الأولى منذ زمن.
أما الشيخ، فظلّ جالسًا يتأمل تلك الليلة التي علمته أن القرآن لا يُتلى فقط… بل يُحسّ بالقلب.
كتب في دفتره الصغير: “من عاش مع الآيات، عاش آمنًا مهما أحاط به الخوف.”
ومنذ تلك الليلة، صار الشيخ يختم كل درسٍ له بخواتيم سورة البقرة… تذكيرًا بقصة الرجل الغريب.