قصة إيوا فيشنيرسكا – بطلة ألمانيا في الطيران الشراعي
							بعد أكثر من ثلاثين دقيقة من الغياب الكامل، رصدت أجهزة التتبع إشارة خافتة تدل على تحرك مظلتها مجددًا. سقطت إيوا على الأرض بسرعة خففتها الرياح المتبقية من العاصفة، لتستقر في حقل بعيد عن موقع الإقلاع بنحو 75 كيلومترًا. عندما عُثر عليها، كانت فاقدة الوعي، وجسدها مغطى بالجليد، لكنها على قيد الحياة.
نُقلت إلى المستشفى وهي في حالة حرجة، إذ عانت من جروح متعددة وتجمّد في أطرافها، لكن الأطباء وصفوا نجاتها بأنها “معجزة بكل المقاييس”. لم يصدق أحد أن إنسانًا يمكنه الصعود إلى ارتفاع يقارب 10,000 متر دون معدات أوكسجين، ثم يعود إلى الأرض حيًا.
بعد أشهر من العلاج، عادت إيوا للطيران مجددًا، مؤكدة أن ما حدث جعلها تؤمن أن السماء ليست فقط ساحة للمغامرة، بل مساحة لتأمل قدرة الخالق على حفظ من يشاء. أصبحت قصتها تُدرّس اليوم كواحدة من أعجب حوادث البقاء في تاريخ الرياضات الجوية، ودليلًا على أن الإصرار قد يهزم حتى العاصفة.
هكذا تحولت مأساة كادت أن تكون النهاية إلى درس خالد في الشجاعة والإيمان، قصة امرأة صعدت لنهاية الغلاف الجوي… وعادت لتحكي كيف يمكن للحياة أن تُولد من قلب الخطر.

تعليقات