ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺮﺣﻠﺔ ﺑﺮﻳﺔ

ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺮﺣﻠﺔ ﺑﺮﻳﺔ

وصلت الشرطة إلى المكان بصحبة أحد أفراد العائلة الذي دلّهم على موقع الطفل، فوجدوه ما زال نائمًا بسلام كما تركوه تمامًا. اقترب الضابط منه بحذر، ثم حمله برفق، وبدأ فريق البحث يتتبع آثار حبوه الصغيرة الممتدة عبر الرمال.

المسافة كانت طويلة ومليئة بالانحناءات، وكأن الطفل خرج من عمق الصحراء وحده، يزحف نحوهم بلا هدف سوى الوصول إلى البشر. وبعد بحث دام ساعات في الأودية المجاورة، لمح أحدهم شيئًا غريبًا يلمع من بعيد، فتوجهوا نحوه بخطوات متسارعة.

اقتربوا ليكتشفوا مفاجأة صادمة، فقد كانت هناك سيارة منقلبة جزئيًا، وبداخلها جثّة امرأة متوفاة منذ يومين تقريبًا، وقد اتضح أنها والدة الطفل. يبدو أن الحادث وقع أثناء مرورها بطريق رملي، ولم يلحظها أحد، بينما نجا طفلها بمعجزة زاحفًا لمسافة طويلة حتى وصل إلى العائلة التي أنقذته.

عمّ الصمت المكان، وانهمرت الدموع من عيون الجميع، خصوصًا الجدّة التي أدركت أن قلبها لم يخذلها حين احتضنته. في تلك اللحظة، تحولت الرحلة من نزهة عادية إلى قصة إنسانية خالدة تُروى لكل من أراد أن يعرف كيف يمكن للرحمة أن تنقذ حياة إنسان صغير في لحظة قدرٍ مؤثرة.