قصة وقعت قبل حوالي 50 سنة ولا زال أثرها إلى الآن على أحفاد
نظرت إليه المرأة بابتسامة هادئة وقالت: “أنا فاعلة خير، لم أرد أن أترك أطفالك جائعين أو بيتك مهملًا.” لم يقتنع بكلامها وسألها بحدة: “من أنت حقًا؟” فتنهدت وقالت: “أنا لست من جنسك، أنا من عالمٍ آخر… من الجن، ولكني مسلمة لا أؤذي أحدًا، صليت مع زوجتك من قبل، وعشت في هذا البيت منذ زمن بعيد.”
أصابه الذهول، لكنه شعر بالسكينة في كلماتها، فبدأ الحديث معها يومًا بعد يوم حتى نشأت بينهما علاقة غريبة ممزوجة بالخوف والرحمة. وفي النهاية عرض عليها الزواج، فوافقت بشرط أن يرضى أهلها بذلك.
ذهبت لتخبر أهلها الذين يسكنون في جبل بعيد، وبعد محاولات عدة وافقوا ولكن وضعوا شروطًا صارمة، أهمها أن يبني لها بيتًا في وادٍ قريب من موطنهم، وألا يُفشي سرها لأحد مهما حدث. وافق الرجل، وانتقلا للعيش في البيت الجديد، وأنجبت له أطفالًا وعاشوا سنين من الهدوء والسعادة.
حتى جاء اليوم الذي انهار فيه كل شيء. أخبر أحد أصدقائه سرها دون قصد، فعلم أهلها وغضبوا بشدة. عادت إلى البيت باكية وقالت: “عهدنا كان السر، وقد انكسر.” في الصباح اختفت دون أثر، ولم يبقَ من وجودها سوى رائحة طيبة وأثر حكايةٍ لا يزال يُروى في جبال الحشر حتى اليوم.

تعليقات