قصة زوجها والدها إلى شحات لأنها ولدت عمياء
اقترب منها يوسف وأمسك يديها بحنان، وقال بصوتٍ مرتجف:
“اسمي الحقيقي ليس يوسف… كنت ضابطًا في الجيش، واتُّهمت ظلمًا في قضية سرقة فهربت متخفيًا. كنت أعمل شحاذًا لأعيش وأخفي ملامحي عن الذين يطاردونني.”
أحسّت زينب بأنفاسه تختنق، وقال: “حين رآني والدك في المسجد، عرض عليّ الزواج منك كأنه يتخلّص من عبء، ولم أستطع الرفض… لأنني رأيت فيك شيئًا نقيًا وسط عالم قاسٍ.”
لم تستطع زينب التكلّم. سكتت طويلاً ثم قالت بصوتٍ خافت:
“أنت الوحيد الذي رآني بقلبه، لا بعينيه. كيف أكرهك؟”
كانت الدموع تنساب على وجهها، وابتسم يوسف لأول مرة منذ زمن. لكن فرحته لم تدم، إذ سُمعت أصوات سيارات تقترب من الكوخ، وصيحات رجال ينادونه باسمه القديم.
التفت إليها بسرعة وقال:
“ربما لن أعود، لكن تذكّري دائمًا أن العمى الحقيقي ليس في العينين بل في القلوب.”
ثم خرج مسرعًا نحو الباب، تاركًا خلفه صدى خطواته ودموع زينب التي كانت تشقّ طريقها بصمت في الظلام.
مرت سنوات، ولم يعد يوسف، لكن زينب ظلّت تذكر صوته، وتعيش على كلماته. كانت تجلس عند النهر وتتمتم:
“هو لم يكن شحاذًا… كان قدري الجميل الذي علّمني أن أرى العالم من دون عيون.”

تعليقات