زوجتي حـامل وأنا عقيم تزوجت من 18 سنة
ذهبت إلى صديقي القديم، الرجل الذي اعتدت اللجوء إليه في كل أزمة، علّه يخفف عني بعض ما أحمله من ثقل. جلس يستمع إليّ بصمت، ثم تنهد وقال: “اهدأ، ولا تستبق الأحداث، فالظلم ظلمات”. كانت كلماته كالماء البارد على نار قلبي، لكنه ظل يرمقني بنظرات غريبة لم أفهمها حينها.
وبينما كنا نتحدث، دخل أحد الموظفين يحمل ملفات وأوراقاً، ثم سلّم عليه بحرارة وقال له: “أهلاً أستاذ، زوجتك اتصلت تريد أن تعرف متى تعود للمنزل”. هنا توقف الزمن للحظة، أحسست أن الدم تجمّد في عروقي، لأن رقم زوجته الذي ذكره الموظف… كان هو نفسه رقم زوجتي!
نظرت إلى صديقي وأنا أرتجف، فخفض رأسه ولم ينطق بكلمة. شعرت أن الدنيا أغلقت أبوابها في وجهي، وأن الإجابة التي كنت أهرب منها طوال الشهر قد وُضعت أمامي الآن بوضوح مؤلم. لم أعد أحتاج تحاليل أو تقارير، فالحقيقة كانت أقسى مما توقعت.
خرجت من مكتبه تائهاً لا أدري إلى أين أذهب. كنت بين نارين: نار الخيانة التي أحرقت قلبي، ونار أولادي الذين لا ذنب لهم. ومع كل خطوة كنت أسمع صوتاً داخلياً يقول: “لا تظلم أحداً، فالحياة لا تحتمل ذنوباً جديدة”.

تعليقات