قصة عاش طفل يتيم برفقة عمه
عاش طفل يتيم في كنف عمه بعد وفاة والديه، فربّاه على الكفاف والقسوة، ولم يعرف في حياته إلا العمل والطاعة. ومع مرور الأيام، كبر اليتيم ونما قلبه بحب ابنة عمه التي كانت له الحلم والأمان.
وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره، جمع شجاعته وطلب من عمه الزواج منها، لكنه تلقى جوابًا واحدًا لا غير: “عندما تكبر وتصير رجلاً، والرجولة في الصبر.”
مرت السنوات، وكبر الفتى في العمر لا في نظر عمه، فحين بلغ العشرين، عاد ليطلب يدها من جديد، فسمع الجواب ذاته، وكأن صبره لم يُحسب رجولة بعد.
ومع كل خيبة، كان قلبه يزداد ألمًا، لكنه لم يفقد الأمل، وظل يرى في عمه القدوة والحَكم، حتى بلغ الثالثة والعشرين، فعاد للمرة الثالثة، لكن الجواب كان كما كان دائمًا: “الرجولة في الصبر.”
حينها أدرك أن الأمل لم يعد يسكن بيت عمه، فترك الدار حزينًا مكسورًا، يمشي في الصحراء لا يدري إلى أين، وقد أرهقه الحلم المؤجل.
ساقته الأقدار إلى عمل في البادية، فعمل بجدٍّ وصبرٍ لم يعرفهما من قبل، حتى رزقه الله رزقًا واسعًا فجمع مالًا كثيرًا، لم يجمع مثله في بيت عمه.
عاد اليتيم بعد سنتين يحمل ماله وأمله، معتقدًا أن عمه سيراه أخيرًا رجلاً يستحق ابنته، فسلّم عمه كل ما جمع من مالٍ وقال له برجاءٍ: “الآن صرت رجلاً.”
لكن العم أعاد عليه الجملة ذاتها ببرود: “عندما تكبر وتصير رجلاً، والرجولة في الصبر.”
خرج اليتيم من بيت عمه مرة أخرى، لكن هذه المرة لم يعد فيه قلب للحلم ولا جناح للأمل، فقط وجع ورغبة في الرحيل عن كل ما كسر قلبه.
سار في الصحراء التي لا ترحم، تحرق قدميه الرمال، ويغزوه الجوع والعطش، حتى صار يرى السراب ماءً، والريح طريقًا لا نهاية له.
لكن ما حدث بعد ذلك غيّر مصير حياته إلى الأبد، فالقصة لم تنتهِ بعد!
الجزء الثاني من القصة يحمل مفاجأة غير متوقعة… تابع في الصفحة التالية

تعليقات