قصة عاش طفل يتيم برفقة عمه

قصة عاش طفل يتيم برفقة عمه

تعثرت خطوات اليتيم حتى وصل إلى بئر ماء في وسط الصحراء، يخص بيت أحد الأعراب. كان العطش يوشك أن يقضي عليه حين لمح قربة ماء معلّقة في الظل، تداعبها نسمات الهواء.
نادى بأضعف ما بقي من صوته على صاحب البيت، لعل أحدهم يأذن له بقطرة ماء.

خرجت إليه فتاة جميلة من بيت الأعرابي، ورحّبت به، واستأذنها أن يشرب، فأذنت له مبتسمة. اقترب اليتيم من القربة، أمسكها بيديه المرتجفتين، ورفعها إلى شفتيه، فذاق من الماء البارد مقدار فنجان قهوة فقط.
وفي لحظة غير متوقعة، جاءت الفتاة فجأة، وانتزعت القربة من بين يديه قبل أن يرتوي!

نظر إليها مذهولًا وقد جفّ حلقه من العطش، وقال بصوت مبحوح: “لماذا منعتِني؟”
ابتسمت بهدوء وقالت: “هكذا علّمني أبي… الرجولة في الصبر.”
تجمدت الدمعة في عينيه، وأدرك حينها معنى كلمات عمه التي ظل يسمعها سنوات طويلة.

علم أن الرجولة لم تكن في المال، ولا في القوة، بل في الصبر على الابتلاء والتمسك بالحق حتى النهاية.
عاد اليتيم إلى نفسه وقد تغيّر قلبه، وتبدّل حزنه حكمة، وعرف أن الله كان يربيه بالصبر، ليكون رجلاً كما أراد له القدر أن يكون.