قصة الرجل الذى تاجر مع الله
لم يكن صلاح عطية غنيًا في مظهره، بل غنيًّا في قلبه وفعله، كان يرفض اللبس الجديد ويقول: “غيري أولى.”
بنى مدارس وجامعات ومراكز تحفيظ قرآن من أرباح مشاريعه، وكلها بمال الله لا بماله.
أنشأ جامعة كاملة في قريته، يتعلم فيها أبناء الفقراء مجانًا، وأوقف ماله كله لوجه الله.
كان يقول دائمًا: “أنا لا أملك شيئًا، كل ما عندي لله، وأنا مجرد أمين عليه.”
انتشر خبره في أرجاء مصر، وتحوّلت قريته الصغيرة إلى قرية نموذجية فيها العلم والخير والنور.
الناس صاروا يضربون به المثل في الكرم والإخلاص، حتى الأطفال كانوا يعرفون أن صلاح عطية “تاجر مع الله.”
كان لا يحب التصوير ولا الشهرة، وإذا ذُكر أمامه المدح قال: “اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون.”
ظلّ على حاله حتى وافته المنية في عام 2016 بهدوء كما عاش.
لكن المفاجأة الكبرى كانت يوم جنازته…
تدفقت الجموع من كل مكان، أكثر من نصف مليون شخص جاءوا لتوديعه، رجال ونساء وشباب وأطفال.
الطرقات امتلأت بالبكاء والدعاء، وكأن الناس جميعًا فقدوا أبًا لهم لا رجلًا غريبًا.
حتى بعد وفاته، ظل أثره باقيًا في كل مسجد ومدرسة ومؤسسة خيرية أسسها بإخلاص.
رحل صلاح عطية، لكن بقي اسمه شاهدًا على أن من تاجر مع الله لا يخسر أبدًا.
قصته تلهم كل من أراد أن يجعل الدنيا مزرعة للآخرة، وأن يثبت أن البركة ليست في المال، بل في النية الصادقة.
ذلك الرجل البسيط علّم الدنيا درسًا خالدًا:
“ربّ عمل صغير باركه الله، خير من مال كبير لا بركة فيه.”

تعليقات