قصة أختي رمت طبق في وش بنتي
وقفت الكلمة في حلق أمي، وعيون إخواتي تلفّ بيني وبينها مش مصدّقين.
قلت وأنا حاضنة إيما أكتر:
– “طول عمري كنت أفتكر إني السبب في كل مشاكل البيت… بس الحقيقة إنكم كنتوا خايفين السر يطلع.”
أمي انهارت على الكرسي، وكارولين واقفة متجمّدة، الدموع نازلة على خدها لأول مرة.
اقتربت منها وقلت بهدوء:
– “يمكن كنتي دايمًا شايفة إني أقل منك، بس أنا اللي شلت أسرار البيت ده عن الناس سنين.”
نظرت لوجهي وقالت بصوت مبحوح:
– “كنتي تعرفي؟ من إمتى؟”
قلت:
– “من يوم سمعته بيقولك يا بنتي… وأنا كنت في الممر.”
أمي رفعت راسها وقالت وهي تبكي:
– “كنت خايفة عليكم، كنت بحاول أحميكم.”
قلت لها:
– “ما بتحميش حد بالكذب، بتحميه بالحقيقة.”
وبصّيت لكل واحد فيهم:
– “دي آخر مرة هتشوفوني فيها، لكن إيما عمرها ما هتعرف بيتكم إلا من بعيد.”
مشيت وأنا سامعة صوت أمي بين البكاء والندم،
وصوت كارولين بين الهمس والاستغفار.
بس جوايا كان في راحة لأول مرة…
لأن الجرح اللي اتخبّى سنين، اتفتح أخيرًا — وخرج منه النور بدل الألم.

تعليقات