قصة شاب من السعودية تزوج امرأة أكبر من أمه

قصة شاب من السعودية تزوج امرأة أكبر من أمه

تم عقد القران وسافَرَ معها لأداء العمرة ثم الحج، وكان يعاملها كأمه لا كزوجة، لم يلمسها يومًا ولم يفكّر في ذلك أصلًا. وبعد أن أتمّت مناسكها وشعرت بأن حلم حياتها اكتمل، أخبرها بأنه سيطلقها كما اتفقا. لكنها فاجأته برجاء غريب: ابقني على ذمتك وانطلق في حياتك… لا أريد منك شيئًا إلا أن تتركني زوجتك أمام الله. لم يفهم سبب إصرارها، لكنه احترم رغبتها وسافر لمدينته دون أن يعود.

مرّت السنوات وتخرّج الشاب وبدأ حياته الجديدة، لكنه ظل يحمل ذكرى تلك العجوز في قلبه. ذات يوم وبينما كان يجلس مع أصدقائه، بدأوا يمزحون معه عن “زوجته العجوز” التي تركها في القرية. ضحك معهم، لكنه شعر في داخله بوخز لم يعرف سببه. وبعد أيام، قرر أن يذهب لزيارتها ولو مرة أخيرة، فقط ليطمئن أنها بخير. لكن حين وصل وسأل عنها، أخبروه أنها قد توفيت منذ فترة.

حزن حزنًا شديدًا، وكأنها كانت قريبة منه أكثر مما اعترف لنفسه. ثم أخبره أهل القرية ساخرين: اذهب لمنزلها وخذ ما تبقى من أغراضها… أنت زوجها شرعًا، ولك ميراثك منها. لم يكن يهتم بالميراث، لكن شيئًا ما دفعه لزيارة المنزل المتواضع الذي عاشت فيه سنواتها الأخيرة. فتح الباب بيد مرتجفة، وشعر بثقل كبير يجثم على صدره.

دخل إلى غرفة النوم البسيطة، فوجد صندوقًا خشبيًا قديمًا موضوعًا بعناية قرب السرير. فتحه… فإذا بورقة داخل ظرف مكتوب عليها اسمه. أخذ يقرأها، وكانت كلماتها تهز قلبه:
“يا ولدي… لم أتركك تطلقني لأنني لم أرد أن أكون وحدي مرة أخرى. أنت أنقذتني، فأوصيت بكل مالي لك. ستجد في الصندوق ما يعينك في حياتك… سامحيني إن أثقلت عليك.”
رفع رأسه والدموع تملأ عينيه، ثم نظر داخل الصندوق فرأى ما لم يتوقعه في حياته: أكياسًا من النقود، ذهبًا قديمًا نادرًا، وصك أرض كبيرة تركها له زوجها الراحل منذ عشرات السنين.

جلس على الأرض يبكي بحرقة…
لم يكن يبكي المال، بل كان يبكي لأنه لم يدرك يومًا أنه كان آخر سند في حياة امرأة جعلها القدر تعيش وحيدة… حتى جاء هو.