قصة أختي رمت طبق في وش بنتي

قصة أختي رمت طبق في وش بنتي

“تعرفوا مين كان واقف جنبي وأنا بولد إيما؟”
السؤال خرج بسيط… لكنه ضربهم زي ريح باردة قطعت أنفاسهم كلهم في لحظة واحدة.
كارولين شهقت غصب عنها، وأمي وسّعت عيونها كأنها أخيرًا سمعت حاجة ما كانتش مستعدة لها.
الهدوء اللي ساد بعدها ما كانش هدوء طبيعي… كان هدوء ما قبل الهزة.

“مش إنتِ يا كارولين… ولا إنت يا ماما… ولا أي حد من البيت ده.”
انتقلت عيونهم عليّ بسرعة، كأنهم بيحاولوا يلاقوا كذبة في ملامحي وما لقوش.
اتراجعت أمي خطوة، خطوة صغيرة لكنها قالت كل حاجة من غير كلام.
أما كارولين، فكانت عاملة زي حد ضايع، مش فاهم إمتى اتغيّر ميزان القوة في العيلة دي.

رفعت إيما شوية على كتفي وقلت بوضوح أكبر: “اللي وقف جنبي… واللي دفع حساب المستشفى… واللي حضن بنتي قبل ما أنا المسها…”
ما احتاجتش أكمل، كان باين من وجوههم إنهم مستعدين يسمعوا الجملة اللي تهدّ البيت ده كله.
“كان بابا.”
الكلمة خرجت زي سهم، ووقّفت الزمن لثواني طويلة.

ارتعشت شفايف أمي، وكأن الجملة رجّعتها لليلة حاولت تنساها، الليلة اللي بدأت فيها كل حاجة.
كارولين قعدت على الكرسي فجأة كأن رجليها ما عادوش شايلينها.
وأنا وقفت قدامهم بثبات، بثقة ماعمري حسّيتها قبل كده.
بس لسه… ده مش السر الحقيقي، ده مجرد باب صغير بيوصل لحاجة أكبر.

في الصفحة الثالثة… الحقيقة الأكبر هتطلع. والحقيقة دي… مش هتسيب حد زي ما كان…