قصة أختي رمت طبق في وش بنتي

قصة أختي رمت طبق في وش بنتي

“كنتي تعرفي… صح يا ماما؟”
سألتها الجملة دي وأنا واقفة قريب منها لدرجة إنها اضطرت تبص في عينيّ، ومقدرتش تكمّل النظر بعدها.
كانت بتتنفس بعمق، صدرها بيرتفع وينزل بسرعة، كأنها بتصارع الحقيقة اللي هربت منها سنين.
وأنا كنت عارفة إن اللحظة اللي هتنهار فيها جاية… حتى لو حاولت تمنعها.

“بابا وصّاني… وقال لي ما أرجعش البيت.”
الكلمات خرجت منّي مشومة بالحزن القديم اللي عمري ما حكيت عنه.
“قال لي: ما تخليش حد يعرف… علشان محدش فيهم يستحق يعرف.”
ساعتها أمي عضّت شفايفها، وجسمها اتوتر كأن حد ضربها في ماضيها بقسوة.

كارولين حاولت تتكلم، لكن صوتها خرج مكسور: “ماما… ده حقيقى؟ بجد؟”
أمي ما نطقتش… بس الصمت اللي اغرقت نفسها فيه كان أصدق اعتراف ممكن تسمعه.
ورأسها اللي نزل لتحت كان اعتذار متأخر… اعتذار ملوش فايدة.
وانا حسّيت إن السنين كلها أخيرًا نطقت بدالي.

“أنا سبت البيت… علشانكم.”
قلت الجملة دي وأنا شايلة إيما، وهي ماسكة فيا كأنها بتفهم كل اللي بيحصل.
نزلت دمعة من عين أمي، لكنها نزلت بعد ما فات الأوان بسنين طويلة.
وأنا مشيت… مشيت من غير ما أبص ورا، علشان اللي وراي خلاص بقى رماد.