قصة أختي رمت طبق في وش بنتي

قصة أختي رمت طبق في وش بنتي

ساد صمت ثقيل خنق الغرفة كلها، كأن الهواء نفسه اتجمّد فوق رؤوسهم في اللحظة اللي سألتهُم فيها سؤالي الأول.
كارولين كانت واقفة بملامح مرتبكة، بتدور حواليها كأنها مش فاهمة الموقف اتقلّب إزاي بالشكل ده.
أمي رفعت عيونها عليّ بنظرة متعجرفة، لكني شفت الرعشة الخفيفة اللي خبّتها ورا كبريائها.
وأنا شايلة إيما على كتفي، حسّيت إني لأول مرة بواجههم من غير خوف، من غير ما أحس إني الأقل.

تنفست بعمق وقلت بصوت ثابت، صوت ما يشبهنيش، كأنه خارج من مكان اتقفل جوّا قلبي سنين طويلة.
“عمركم سألتوا نفسيكم ليه عمري ما طلبت منكم حاجة؟ لا فلوس، لا مساعدة، ولا حتى سؤال واحد وقت ما كنت بأتوجع؟”
اتبدّل الجو فجأة، وكارولين اتقدّمت خطوة صغيرة، والخوف بان في عيونها لأول مرة.
أمي شدّت أطراف أصابعها على حافة الطاولة، وكأنها بتحاول تتماسك قبل ما الحقيقة تهزها.

رفعت راسي أكتر وقلت: “علشان كنتوا دايمًا عايزين المقابل… وكنتوا فاكرين إني هقبل الإهانة بس علشان أعيش.”
الكلمة نزلت عليهم تقيلة، زي حجر وقع على صورهم اللامعة اللي عاشوا بيها سنين.
كارولين اتنفست بسرعة، واضح إنه كلامي دخل جواها أكتر من أي حاجة اتقالت قبل كده.
أما أمي، فكنت شايفة فيها الحيرة والقلق، كأنها بتسأل نفسها فجأة إيه اللي عرفته أنا ومحدش فيهم توقعه.

لكن ده كان مجرد بداية… الشرارة الصغيرة قبل ما تبدأ النار.
بصّيت لهم وأنا ماسكة إيما بإيد، والغضب البارد بيشد ظهري مستقيم.
“ولو كنتم فاكرين إن ده أكبر حاجة… يبقى ما تعرفونيش.”
ساعتها بس، شفت الرعب الحقيقي في عيونهم، الرعب اللي جاي من جملة ماكمّلتهاش لسه.

في الصفحة الثانية… السر اللي دايمًا اتخبّى تحت صمت طويل هيطلع للنور لأول مرة…