قصة كانوا بيقولوا عليهم “غلطة”. بس في الليلة دي

قصة كانوا بيقولوا عليهم “غلطة”. بس في الليلة دي

مع أول شعاع فجر دخل من شباك المكتب، كانت فانيسا قاعدة قدام مدام مورجان، وإيديها متشابكة كأنها بتحارب رعشة خوف مش راضية تهدا.
الست الكبيرة رفعت نظارتها على طرف مناخيرها وقالت بحدة مهنية باردة: “ده طلب غير قانوني، وغير منطقي، وغير واقعي يا فانيسا.”
لكن فانيسا ما رمشتش، وما حاولتش تهرب بنظرها، بالعكس… كانت ثابتة بشكل غريب.
قالت: “لو هما مش منطقيين… يبقى أنا كمان مش لازم أكون.”

مدام مورجان اتنهدت بعمق، وحست للحظة إن دي مش مجرد ممرضة، دي ست قلبها شايل سنين وجروح وعناد أصعب من قوانين المكتب.
“أربعة؟! إنتِ مش فاهمة يعني إيه؟ أكل، ولبس، وحياة كاملة… إنتِ عايزة تبقي أم لأربعة مرة واحدة؟”
ابتسمت فانيسا ابتسامة صغيرة، فيها وجع بس فيها قوة أكتر: “أنا عمري ما كان عندي أم… يمكن ده السبب إني دلوقتي أقدر أكون واحدة.”
ومع كل كلمة، كان صوتها بيتقوّى كأنه نابع من جرح اتقفل في اللحظة دي.

وقفت من مكانها، وحطّت الورق قدام المديرة، وقالت: “اكتبي اسمي… ومش مهم تكتبي إيه بعده. المهم إن أربع صرخات مش هتسكت لو اتفرقوا.”
الست وقفت بدورها، وفضلت تبص فيها كأنها بتحاول تلاقي في عيونها أي لحظة تردد… لكن مفيش.
في عيون فانيسا كان في شيء نادر… نفس النوع من الإصرار اللي بتشوفه في أم بتحارب علشان ابنها يعيش.
وبغير ما تقول، أدركت إن الممرضة دي ممكن فعلاً تعمل المستحيل.

الأوراق اتكتبت، وتم تقنين “الحضانة الفردية المؤقتة” باسم فانيسا لمدة ٣ شهور، لحد ما يتراجعوا في القرار.
لكن فانيسا كانت عارفة إن الثلاث شهور دول مش هيكونوا اختبار ليها… لكن هتكون معركة علشان تثبت للعالم إن القلوب هي اللي بتخلق العائلات، مش الورق.
ومع أول توقيع، حسّت إن حياتها كلها بتتفتح من جديد، كأن باب كانت واقفة قدّامه سنين اتفتح فجأة.
بس لسه… ماكنتش عارفة إن في حد تاني كمان هيظهر في الصورة.

في الصفحة الثالثة… سر مخفي عن الأم الحقيقية… ومفاجأة هتقلب القصة كلها….