قصة كانوا بيقولوا عليهم “غلطة”. بس في الليلة دي

قصة كانوا بيقولوا عليهم “غلطة”. بس في الليلة دي

في الليلة نفسها، وبعد ما أخدت الأطفال الأربعة على حضانتهم الجديدة، كانت فانيسا قاعدة على الكنبة، وكل واحد فيهم نايم في سرير صغير قدامها.
كانت بتحاول تستوعب إنها فجأة بقت “أم” لأربعة مرة واحدة، وإن البيت اللي كان دايمًا هادي… بقى مليان أنفاس صغيرة بتتناغم كأنهم موسيقى اتولدت لأول مرة.
لكن وسط الدفء ده، كان في سؤال واحد بيطاردها طول الليل.
“فين أمهم؟ وليه سيبتهم بالطريقة دي؟”

وبينما هي بتفكر، رنّ جرس الباب بقوة، كأنه حد بيخبط مش علشان يدخل… لكن علشان ينقذ نفسه.
فتحت الباب، لقت بنت صغيرة واقفة، شعرها ملزق بدموع نشفت، وهدومها بايظة كأنها كانت بتهرب من حد.
بصّت لفانيسا وقالت بصوت مبحوح: “الأطفال… هما هنا؟”
وللحظة، فانيسا حسّت إن الأرض بتتهز تحت رجليها.

البنت رفعت عينيها وقالت: “أنا أمّهم… ومفيش حد يعرف الحقيقة اللي هقولها غيرك.”
فانيسا اتجمدت، والبنت دخلت من غير ما تستأذن، وراحت تبص على الأربعة كأنها بتشوف جزء من روحها اتشق أربع مرات.
وقعدت على الأرض، وإيديها على وشها، وانهارت في بكاء طويل كأنها بتطلع سر تقيل حملته كتير.
وقالت وهي ترجف: “أنا ما سبتهمش… أنا كنت بهرب بيهم.”

رفعت راسها وبصّت لفانيسا بعينين مليانين خوف مش طبيعي وقالت:
“أبوهم… مش زي ما إنتِ فاكرة. أبوهم هيجي ياخدهم.
وأنا… مش هقدر أحميهم لوحدي.”
وفي اللحظة دي، فهمت فانيسا إن اللي جاي… مش مجرد تربية أربع أطفال.
ده صراع علشان تحميهم… ضد حد مش المفروض يعرف مكانهم.