قصة تخلّت عنّي أمّي في المطار وأنا في الثامنة
كبرتُ وأنا أحمل داخلي جرحًا لا يلتئم؛ جرح اللحظة التي أدارت فيها أمي ظهرها وتركتني في مطار مكتظ لا يعرفني فيه أحد. لكن أبي — ذلك الغريب القريب — كان مختلفًا تمامًا. عندما وصلت طائرته الخاصة، رأيت رجلاً بملامح مُجهدة، بعينين تلمعان بصدمة وذنب متراكم. لم يقل كلمة واحدة في البداية، فقط احتضنني كأنني قطعة منه ضاعت ثم وُجدت.
في طريق العودة، ظلّ ينظر إليّ بين الحين والآخر، وكأنه يتأكد أنني حقيقية. شرح لي أنه حاول الوصول إليّ سنوات طويلة، وأن أمي كانت تمنعه دائمًا بحجج لا تنتهي. لم أكن أفهم كل شيء في ذلك الوقت، لكنني شعرت بشيء يشبه الأمان يتكوّن ببطء داخلي. وعندما وصلنا إلى بيته، قدّم لي غرفة تشبه الغرف التي في القصص، مليئة بالكتب والألعاب والبطانيات الناعمة.
مرت الأيام الأولى ثقيلة، مليئة بالكوابيس والارتباك، لكن أبي كان يحضر معي كل جلسات العلاج التي رتّبها الأخصائيون. كنت أراقبه وهو يحاول إصلاح كل ما تهدّم داخلي، رغم أنه لم يكن السبب. شيئًا فشيئًا، بدأت أشعر بأن لديّ عائلة جديدة، مختلفة… ثابتة… لا تهرب من أول فرصة. لكن الماضي لا يختفي بسهولة، وذكريات abandone ظلّت تلاحقني.
كبرت، وبدأت أرى الأمور بوضوح. أدركت أن أمي لم تكن أمًا ضائعة فقط، بل كانت امرأة تبحث عن حياة سهلة على حساب الآخرين. ومع ذلك، لم أتوقع أن تعود… لم أتوقع أن تطرق باب أبي بعد سنوات طويلة، وبملامح لا تشبه الندم، بل تشبه شيئًا آخر تمامًا.
تابع لأن المفاجأة الحقيقية تبدأ في الصفحة الثانية…
وصدمة غير متوقعة ستغيّر كل شيء بعد السطر التالي…

تعليقات