قصة فتاة فقيرة، متأخرة عن المدرسة، تجد رضيعًا

قصة فتاة فقيرة، متأخرة عن المدرسة، تجد رضيعًا

كانت الطفلة خفيفة للغاية بين يدي باتريشيا، لكن حرارتها المرتفعة جعلت قلبها يرتجف خوفًا. احتضنتها بقوة، وركضت بأقصى ما استطاعت نحو أقرب مستشفى، والدم يسيل من يديها دون أن تشعر به. كانت خطواتها تهتز على الأرصفة المزدحمة، وصوت الإنذار يلاحقها في الخلفية كأنه يطارد أنفاسها. كل ما فكرت به هو أن الطفلة تحتاج الهواء… تحتاج الحياة… وتحتاج أحدًا يهتم.

عندما وصلت إلى باب الطوارئ، صرخت طلبًا للمساعدة، فاندفع الممرضون نحوها بقلق واضح. حاول أحدهم أخذ الطفلة، لكن باتريشيا تشبثت بها لثانية كأنها قطعة من قلبها، قبل أن تتركها أخيرًا بين أيدي المختصين. جلست على الكرسي القريب، تتنفس بصعوبة، والدموع تبلل وجهها من شدة التوتر والانهيار. كانت تشعر بالدوار، لكن عينها بقيت على الطفلة وهي تُنقل بسرعة نحو غرفة الإنعاش.

بعد دقائق بدت أطول من العمر كله، ظهر رجل في معطف أبيض يتقدم نحو الغرفة بخطوات سريعة، وجهه شاحب وملامحه مشدودة. فتح باب الغرفة، وبمجرد أن رأى الطفلة على السرير، تجمد في مكانه. رفع يده إلى فمه، ثم سقط على ركبتيه فجأة، وكأنه فقد القدرة على الوقوف. انفجرت الدموع من عينيه دون صوت… ثم خرج منه همس مرتجف: “هذي… بنتي.”

شعرت باتريشيا بالذهول وهي ترى الأطباء يحيطون به في محاولة لرفع معنوياته. لم تكن تعرف من هذا الرجل، ولا لماذا انكسر بهذا الشكل أمام الجميع. لكنها أدركت أن هناك شيئًا أكبر بكثير مما تخيلته. لم يكن هذا مجرد رضيع منسي في سيارة… بل قطعة من حياة رجل كان على وشك الانهيار. وما حدث بعد دقيقة واحدة فقط… غيّر كل شيء في المشهد.

لكن ما الذي حدث داخل غرفة الإنعاش؟
ولماذا صرخ الطبيب فجأة باسم لم تفهمه باتريشيا؟ في الصفحة الثانية…