قصة فتاة فقيرة، متأخرة عن المدرسة، تجد رضيعًا
فتح الطبيب الملف بسرعة، وإذا بتقرير الأمن يوضح أن لوحة السيارة التي وُجدت فيها الطفلة ليست مسجلة باسم عائلته. ظهرت صدمة جديدة على وجهه وهو يقلب الصفحات بسرعة، حتى وجد الصورة الأخيرة… صورة كاميرات المراقبة. كانت تُظهر امرأة ترتدي قبعة كبيرة تُخرج الطفلة من المستشفى قبل يومين، ثم تركب السيارة نفسها التي وُجدت فيها. همس الطبيب بصدمة: “هذي… مش أمها.”
اقتربت باتريشيا ببطء، رغم أنها لم تكن تفهم كل شيء، لكنها شعرت بأن الأمر ليس طبيعيًا. رفع الطبيب عينيه نحوها، وقال بصوت منخفض: “الطفلة… كانت مخطوفة.” انقبض قلب باتريشيا بشدة، وهي تتخيل أن الطفلة كانت تموت داخل سيارة لا تخص أحدًا من أهلها. تابع الطبيب كلامه وهو يحاول استيعاب الكارثة: “اختفت من عندنا قبل يومين… وما حد عرف وين راحت.”
في تلك اللحظة، دخلت الشرطة إلى قسم الطوارئ، بعد أن أرسل المستشفى تقريرًا عاجلًا. بدأوا في طرح الأسئلة على الجميع، وعندما وصلت الضابطة إلى باتريشيا، نظرت إلى يديها المصابتين، وقالت بإعجاب صادق: “إنتِ بطلة… كان ممكن تموت لولاك.” احمر وجه باتريشيا خجلًا، لكنها لم تكن تبحث عن ثناء، فقط كانت تريد الاطمئنان أن الطفلة بخير.
بعد ساعات طويلة من التحقيقات، خرج الطبيب من غرفة العناية وهو يبتسم للمرة الأولى منذ الحادث. اقترب من باتريشيا، ووقف أمامها دون أن يقول شيئًا للحظة، ثم وضع يده على كتفها بحنان الأب: “لو تحتاجي أي شيء… أي شيء… اعتبريني أبوك من اليوم.” رفعت باتريشيا رأسها ببطء، والدموع تلمع في عينيها، وكأن الحياة منحتها عائلة لم تكن تحلم بها.
وهكذا… تحولت لحظة تأخّرها عن المدرسة إلى بداية قصة غيرت حياة طفلة… وطبيب… وفتاة فقيرة كانت تظن دائمًا أنها غير مرئية.

تعليقات