قصة ابن المليونير وُلِد أصم
كان الهدوء الثقيل يخيّم على القصر بعد صرخة الطفل الأولى، كأن الجدران نفسها لم تستوعب ما حدث. الخادمة غريس بقيت راكعة بجواره، تشهق بين كل نفس والآخر، بينما العرق يتصبب من جبينها وكأنها تحمل ذنبًا لم ترتكبه. أما الشيء الأسود الذي أخرجته من أذن الطفل، فكان يتحرك ببطء فوق أرضية الرخام، يلتف وينكمش كأنه مخلوق جاء من عالم آخر. لم يستطع أحد الاقتراب منه، رغم أنه لا يتجاوز حجم إصبع صغير.
في تلك اللحظة، تقدّم الطبيب الشخصي للعائلة وهو يشعر بالارتباك لأول مرة منذ 20 عامًا من العمل داخل قصور الأغنياء. كان قلبه يدق بعنف تحت معطفه الأبيض، كأنه يعلم أن مسؤوليته أكبر بكثير مما توقع. حاول الانحناء ليتفحص المخلوق، لكنه تراجع فورًا بعدما أصدر صوتًا خافتًا يشبه الهمس. نظر الطبيب إلى كالب بنظرة غير مفهومة، نظرة تجمع بين الخوف والدهشة والحيرة العميقة التي تسبق اكتشافًا خطيرًا.
كالب تومسون، بكل ثروته وقوته ونفوذه، وجد نفسه عاجزًا تمامًا أمام مشهد واحد: ابنه يتحرك شفتيه للمرة الأولى، ينطق بصوت ضعيف لكنه واضح. لم يعرف كيف يتصرف، ولم يعرف حتى كيف يتنفس، وكأن العالم وقف ينتظر منه خطوة واحدة. اقترب بحذر من الطفل، وصوته منخفض كأنه يخشى أن ينكسر الحلم: “إيليا… ابني؟ هل تسمعني؟” رفع الصبي عينيه بصعوبة، واهتزّ رمشه، كأنه يحاول الإجابة.
غريس كانت تراقب الموقف بعينين غارقتين في الدموع، تعرف جيدًا أن اللحظة التي عاشتها لم تكن صدفة. طوال سنوات عملها كانت ترى الطفل يصمت ويبتعد عن كل الأصوات، لكنها لاحظت شيئًا لم يلاحظه الآخرون. كانت ترى الألم في عينيه كلما حاول أن يستمع. في تلك اللحظة، وهي تشاهد المعجزة تتشكل أمامها، شعرت أن الجرأة التي جعلتها تقترب من أذنه وتفحصها رغم القوانين… كانت مقدّرة منذ البداية.
لكن الحقيقة الكاملة لما كان داخل أذن الطفل…
ستغيّر كل شيء في الصفحة الثانية، وستكشف أسرارًا لم يتخيلها أحد.

تعليقات