قصة خرج شاباً من منزله يدفع عربته المحملة بالخبز
بدأت أم مريم بطرق أبواب الجيران واحدًا تلو الآخر تحمل الخبز بين يديها. لكنها فوجئت أن الجميع يرفض.
الأول قال لها: “الله يرضى عليكي، مش ناقصينا.”
الثاني اعتذر بلطف.
الثالث أغلق الباب بسرعة دون سبب واضح.
أما الرابع، فشكرها وقال: “اعطيه لحدا محتاج أكتر منا.”
لكنها كانت تعرف… لا أحد في الحي يرفض الخبز المجاني، لا أحد.
القلق بدأ يزحف في قلبها.
وفي طريق عودتها، توقف الزمن فجأة عندما رأت أمامها شيخًا كبيرًا، طويل القامة، نور وجهه يشبه القمر ليلة البدر، وملابسه بسيطة لكنها نظيفة بشكل غريب.
قال لها بصوت هادئ عميق:
“يا ابنتي… هل تعرفين بيت سامر بن عبد الرازق؟”
شعرت بقلبها يهتز:
“نعم… إنه بيتي.”
ابتسم ابتسامة لم تستطع فهمها، ابتسامة فيها طمأنينة وخشوع وهيبة في الوقت نفسه.
“دلّيني عليه… بارك الله فيك.”
سارت أمامه، وهو يسير خلفها بلا صوت… بلا خطوات… كأنه ينساب فوق الأرض لا يمشي.
وعندما وصلت إلى باب المنزل واستدارت لتشير له…
اختفى.
اختفى تمامًا.
لم يترك ظلًا… ولا أثرًا… ولا حتى صوتًا يدلّ على أنه كان موجودًا أصلًا.
شهقت أم مريم، وارتجفت ركبتاها، وبدأت تبكي بالخوف وهي تركض إلى الباب، تطرق عليه بجنون.
فتح سامر وملامحه مذعورة:
“شو في يا أم مريم؟ ليش عم تبكي؟!”
صرخت وهي ترتجف:
“سامر… في رجل… نور بوجهه… مشيت قدامه لحد البيت… ولما التفتّ… اختفى! اختفى يا سامر! في شي مو طبيعي… في سر كبير!”
قبل أن يجيبها سامر… حدث أمر جعل دماء الاثنين تتجمّد في عروقهم.
الصفحة الثالثة تحمل الصدمة الحقيقية…

تعليقات